روسيا تطلق عملية واسعة ضد الإرهابيين في ريفي إدلب وحمص .. والجيش يمهد في حلب
بدأ الجيش العربي السوري أمس تمهيداً نارياً بقصف طال معاقل مسلحي الأحياء الشرقية من حلب على حين صعد أهالي تلك الأحياء تظاهراتهم ضد المسلحين بموازاة تأكيد موسكو استمرار دراسة إمكانية توسيع العملية العسكرية ضد الإرهابيين في ريفي حمص وإدلب لتشمل ريف حلب، بعدما أكد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو أن حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» المتواجدة قبالة سواحل سورية، تشارك فيها.
وبحسب موقع «روسيا اليوم» قال شويغو خلال اجتماع عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس في سوتشي، مع القيادة العليا للقوات المسلحة الروسية: «اليوم (الثلاثاء) في الساعة 10.30 والساعة 11.00 صباحاً، بدأنا عملية واسعة بشن ضربات مكثفة على مواقع داعش وجبهة النصرة في ريفي إدلب وحمص»، كاشفاً أن حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» انضمت للعمليات القتالية، ولفت إلى أنها أول مشاركة لحاملة طائرات روسية في أعمال قتالية في تاريخ الأسطول الحربي الروسي.
وأوضح شويغو أن الفرقاطة «الأميرال غريغوروفيتش»، تشارك في العملية وأطلقت صباح أمس صواريخ «كاليبر» المجنحة على أهداف تم تحديدها مسبقاً، وهي «عبارة عن مخازن ذخيرة وأماكن تمركز ومعسكرات تدريب للإرهابيين، ومصانع لإنتاج أنواع مختلفة من أسلحة الدمار الشامل»، مذكراً بأن الإرهابيين استخدموا هذه الأسلحة مرتين هذا الأسبوع، وكشف أن طائرات استطلاع روسية وطائرات بلا طيار تراقب سير العملية.
وبعدما أكد شويغو أن النظم الصاروخية الساحلية «باستيون» نفذت إطلاق صواريخ ضد أهداف في عمق سورية أعلن رئيس أكاديمية الدراسات الجيوسياسية، قسطنطين سيفكوف أن استخدام « باستيون» هو «الأول من نوعه في التاريخ».
وأوضح الوزير الروسي أنه أجاب على سؤال الرئيس بوتين عن إجراءات تأمين القاعدتين الروسيتين في طرطوس وحميميم، بالقول: «كما تعرفون تعمل هناك منذ فترة طويلة منظومة «إس400» إضافة إلى ذلك، أرسلنا منظومة «إس300» من أجل تغطية المياه الإقليمية (السورية) وصولاً إلى قبرص».
وفي وقت لاحق رد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على سؤال حول احتمال توسيع العملية لتشمل ريف حلب أيضاً بالقول: «نواصل بحث هذا الموضوع ومواضيع أخرى»، مذكراً بأن تقرير شويغو الذي قدمه لبوتين عن عمل كوزنتسوف «لم يذكر حلب، بل كان الحديث يدور عن توجيه ضربات إلى مناطق أخرى في ريفي حمص وإدلب».
بدوره أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أن المقاتلات الروسية والسورية لم تنفذ منذ 28 يوماً أية ضربات على حلب، بموازاة تأكيد مصدر ميداني لـ»الوطن» بأن الجيش استهدف مراكز للمسلحين في أحياء بستان القصر والفردوس والكلاسة والميسر وباب النيرب وقاضي عسكر ومساكن هنانو والحيدرية، ما أسفر عن تدمير مستودعات أسلحة لمسلحي تلك الأحياء وعتاد عسكري بالإضافة إلى قتل أعداد كبيرة منهم.
ورأى خبراء عسكريون لـ«الوطن» أن القصف لم يرتق إلى مستوى التمهيد لمعركة حقيقية واسعة وحاسمة بل أراد توجيه رسالة ربما قد تكون الأخيرة عن نية الجيش بدء عمليته العسكرية في أي وقت ترتئيه القيادة السياسية والعسكرية مناسباً.
وداخل الأحياء الشرقية تصاعدت حدة ورقعة الاحتجاجات الشعبية ضد مسلحي تلك الأحياء وخاصة في الأحياء التي تعتبر مركز ثقل تمركز مقاتلي جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) مثل بستان القصر والكلاسة والفردوس وجسر الحج حيث اعتقل عشرات المتظاهرين المطالبين بالسماح للمدنيين بمغادرة الأحياء من خلال المعابر الإنسانية المفتوحة نحو مناطق سيطرة الجيش السوري غربي المدينة قبل أن تتسع مساحات المظاهرات لتشمل أحياء الشعار والصاخور وطريق الباب وتشهد اشتباكات مع المسلحين سقط خلالها جرحى بين المتظاهرين.
المصدر : وكالات