يبدو أن العدوان الأميركي على مطار الشعيرات العسكري فجر الجمعة الماضي دفع مختلف القوى الدولية إلى تذكير الإدارة الأميركية «غير المتعاونة» بأهمية الحل السياسي في سورية، وعلى رأسها الأمم المتحدة وروسيا ودول جنوب أوروبا والصين.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، للصحفيين أمس: إن «العودة إلى المحاولات التضليلية عبر أسلوب خطابات المانترو (الكلمة السحرية)، أن (الرئيس بشار) الأسد يجب أن يرحل، لا يمكنها تقريب أي أحد من حل سياسي في سورية»، معتبراً وفق وكالة «سبوتنيك» أن «الخيار الوحيد الممكن، مواصلة العمل الشاق للغاية وهو عملية جنيف والجهود التي تجري في إطار عمليات أستانا».
بدوره نقل موقع «روسيا اليوم» عن بيسكوف قوله: إن «العدوان على قاعدة الشعيرات الجوية فجر الجمعة أظهر عدم وجود أي رغبة أميركية في التعاون حول سورية بأي شكل»، على حين كتب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف على صفحته في موقع «فيسبوك»: إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حال فرضه عقوبات جديدة على روسيا لدعمها الحكومة السورية سيقطع طريق التراجع على نفسه ويدمر الجسور التي كان يمكن بناؤها مع روسيا.
بموازاة ذلك أكد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك «أهمية العملية التفاوضية المتواصلة في جنيف التي يشكل انتقال السلطة جانباً مهماً منها»، وأضاف قائلاً: «موقفنا لا يتغير، وهو أن الحرب يجب إنهاؤها عبر العملية السياسية في جنيف»، وأكد دوجاريك تمسك الأمم المتحدة بضرورة أن يقرر السوريون أنفسهم مصيرهم، داعياً جميع الأطراف في سورية إلى المشاركة في عملية السلام.
في غضون ذلك نقلت وكالة «تاس» عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، تشديدها أمس على أن الأزمة في سورية لا يمكن حلها إلا بالوسائل السياسية، معتبرة «أن الأمر يرجع إلى الشعب السوري ليقرر مستقبل بلاده»، وأكدت استعداد الصين للعمل مع جميع الأطراف لحل الأزمة في أقرب وقت ممكن.
بموازاة ذلك كثف وزراء خارجية مجموعة السبع، الولايات المتحدة واليابان وكندا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، محادثاتهم أمس في مدينة لوكا الإيطالية أمس في محاولة لبلورة موقف موحد حول إحياء العملية السياسية في سورية وإيصال رسالة «واضحة ومنسقة» إلى روسيا التي يصلها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اليوم، على حين دعا وزير الخارجية الإيطالي أنجلينو الفانو إلى اجتماع موسع صباح اليوم مع تركيا والإمارات العربية المتحدة والسعودية والأردن وقطر حول سورية.
وفي مدريد ذكّرت دول جنوب أوروبا أمس «باستحالة التوصل إلى حل عسكري للنزاع في سورية»، وأضافت: إن «وحده حل سياسي ذو صدقية، كما نص القرار 2254 وبيان جنيف في 2012، سيضمن السلام والاستقرار في سورية وسيتيح الهزيمة النهائية لداعش والمجموعات الإرهابية الأخرى التي حددتها الأمم المتحدة في سورية».
وخصص رؤساء دول وحكومات إسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال ومالطا وقبرص واليونان، قسماً من اجتماعهم للملف السوري، بموازاة تأكيد رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، مع نظيرها الكندي جاستن ترودو، هاتفياً أهمية دور روسيا في سياق تسوية الأزمة السورية.
وفي أبرز الإدانات لعدوان الشعيرات اعتبر وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي في الجزائر عبد القادر مساهل، أن أي تصعيد عسكري من شأنه تقويض الجهود الدولية لتسوية الأزمة السورية، وذلك عقب محادثات مع ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني في الجزائر، مؤكداً أن الأزمة في سورية لن تتم تسويتها إلا بوساطة حل سياسي يقوم على الحوار الشامل والمصالحة الوطنية ومكافحة الإرهاب.
من جانبه دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف خلال اتصال هاتفي إلى إجراء تحقيق موضوعي دقيق في حادثة خان شيخون، وهو ما أكده لافروف لاحقاً خلال اتصال مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.
وكالات