زاخاروفا للناتو.. “لا تزوّجيني يا أمي”
علّقت موسكو على رسالة وجهها السكرتير العام للناتو إلى ترامب اشتكى فيها من “عدائية روسيا” وألمح له مسترضيا باستعداد بلدان الحلف للقبول بتمويل أقل من واشنطن لقاء حماية دول الحلف من روسيا.
ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، كتبت في مدونتها في “فيسبوك” “تفسيرا” هزليا للنداءات التي أطلقها ينس ستولتنبرغ السكرتير العام لحلف الناتو عبر صحيفة The Guardian لتصل إلى مسامع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وعنونة منشورها بعبارة “لا تزوّجيني يا أمي”.
وكتبت زاخاروفا “عن لسان ستولتنبرغ” وكأنه مخاطبا ترامب: “ما الجهة التي ستموّلنا وتقودنا، ومن الذي سيعطينا المال لقاء الجهل الذي نروجه خشوعا لواشنطن؟ لقد فقدنا في السنوات القليلة الماضية القدرة على التفكير والتصرف بحرية”.
وأضافت “عن ستولتنبرغ” لترامب: “لقد قبلنا بكل شيء خدمة للنخبة السياسية الأمريكية، ووافقنا وقت السلم كذلك على نشر قوات أمريكية مسلحة على أراضي بلداننا ذات السيادة، فكيف لنا أن ننظر بعد اليوم في عيون مواطنينا؟ شعوبنا لن تغفر لنا ذلك أبدا، ولاسيما بعد حروب العقوبات التي قصمت ظهر قطاعات بأكملها في اقتصاداتنا المضبوطة كالساعة. سوف تندمون على شروعنا في العيش باستقلالية من الآن فصاعدا”.
وتابعت “عن سكرتير الناتو معاتبا ترامب”: “لقد غضضنا الطرف عمّا اقترفته الولايات المتحدة في أفغانستان، وعن ازدياد إنتاج المخدرات هناك إلى أضعاف ما كانت عليه والتي تجد مستهلكها بالدرجة الأولى عندنا هنا في أوروبا. نحن صامتون كذلك على الإصابات التي تعرض لها آلاف جنود الناتو خلال المغامرة الأمريكية في العراق، وسكوتنا هذا ليس خجلا مناّ، بل لقاء الأموال التي أدرّتها علينا واشنطن وكانت تكفينا وتزيد، فيما نحن مستعدون في الوقت الراهن للقبول رغم ذلك بأقل منها إذا أردتم!”.
وأضافت: “لقد وافقنا من أجلكم كذلك على تخريب العلاقات مع روسيا التي حمّلناها جميع الآثام كرمى لعيون الإدارة الأمريكية التي هي بدورها راهنت علينا للبقاء في البيت الأبيض”.
وكتبت زاخاروفا “باسم ستولتنبرغ لترامب” في الختام: “نرجو أن تدركوا حقيقة أننا نريد البقاء معصوبي العيون، لأننا إذا أبصرنا سوف ندرك حينها أننا عراة ومنفصمون عن الواقع. كل الآمال معقودة عليكم.
“المخلص لكم أبدا السكرتير العام لحلف الناتو ستولتنبرغ”.
يشار إلى أن ستولتنبرغ كان قد أعرب في مقال نشرته صحيفة Observer البريطانية عن قلقه حيال سبل الحفاظ على وحدة أعضاء الناتو بعد فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، معتبرا أن الأطلسي يلعب الدور الأهم في صد الإرهاب و”العدائية الروسية المتصاعدة”.
وأضاف: “نواجه في الوقت الراهن أكبر تحد تشهده الأجيال”، معتبرا أن “مسألة الشراكة بين أوروبا وواشنطن لم تعد في محلها في هذه الآونة”.
وتابع: “نحن بحاجة في هذه المرحلة المضطربة لقيادة أمريكية قوية، ومستعدون لأن يأخذ الأوروبيون حصة من الأعباء /المالية/ على عاتقهم”، مؤكدا أنه “لا بديل عن الشراكة بين أوروبا والولايات المتحدة”.
Der Spiegel الألمانية، وفي تعليق على ما يخبئه فوز ترامب للأطلسي إذا ما وصل إلى السلطة، ذكرت أن حلف الناتو أرجأ قمته المزمعة مطلع العام المقبل، إلى الصيف القادم ليتسنى حتى حينه للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تحديد سياسته تجاه الناتو.
ويرجح المراقبون أن يكون قرار الأطلسي تأجيل قمته، تحسبا لاحتمال مقاطعة ترامب لها في أعقاب مراسم تنصيبه التي ستقام قبل أيام على القمة، فيما تعود إلى الذاكرة على خلفية هذا النبأ الانتقادات التي كالها ترامب غير مرة للناتو خلال حملته الانتخابية.
المصدر: “تاس”