سورية

طائرة أميركية تقترب من السفن الروسية المتجهة إلى سورية

على حين أفادت تقارير إعلامية بأن القوات الروسية ستشن هجوماً وشيكاً وموسعاً لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة في مدينة حلب، معتبرة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اختار هذا الهجوم بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأميركية، اقتربت طائرة أميركية مضادة للغواصات من مجموعة السفن الروسية المتجهة إلى سورية عند سواحل الجزائر الشرقية.
وذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية، أمس في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان «عاصفة تتجمع: الهجوم الروسي الموسع الوشيك على حلب درس لتبعات عدم التصدي للقوة العسكرية»، حسب محطة «بي بي سي» الإخبارية البريطانية، أن بوتين اختار الهجوم على حلب ليتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأميركية والفترة الانتقالية التي تليها. وقالت الصحيفة: إنه «ما من شك أن بوتين ما كان ليخطط لمثل هذا الهجوم الموسع على حلب لولا إخفاق الرئيس الأميركي باراك أوباما في ردعه سواء كان ذلك في سورية أم أوكرانيا».
وأضافت: إن القوة التي يشعر بها بوتين ناتجة أيضاً عن عدم تصدي أوروبا له، وإن التاريخ سيسجل أن قارة بأكملها وقفت متفرجة على تدخل بوتين في سورية.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان قيام الطائرات الروسية والسورية الأسبوع الماضي بإسقاط منشورات على الأحياء الشرقية لمدينة حلب، معتبرة أنها تحمل رسالة واضحة ومخيفة: «هذا أملكم الأخير، أنقذوا أنفسكم، إذا لم تغادروا هذه المناطق بصورة عاجلة فسيتم إبادتكم».
ووفقاً لتحليل استخباراتي غربي فإن التهديد على ما يبدو ليس مجرد كلمات جوفاء، فالقوات الروسية ستشن هجوماً وشيكاً كاملاً وموسعاً لا محالة لاستعادة السيطرة على حلب. وتضيف الصحيفة: إن هدف بوتين هو منح حليفه الرئيس بشار الأسد نصراً كاملا في حلب ثاني أكبر مدن سورية بحلول كانون الثاني 2017، مستدركة أن هذا الهدف قد لا يحقق، فالمعارضة المسلحة السورية، التي تزودها السعودية بالسلاح، أثبتت صمودها أمام هجمات قوات الجيش العربي السوري طوال سنوات. وتابعت الصحيفة: إن ما يبدو من الحتمي الحدوث هو تعمق بأسوأ أزمة إنسانية في العالم مع عدم وجود ضمانات بوصول المعونات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة للذين يحتاجون إليها.
وتمنع الميليشيات المسلحة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب نحو 275 ألف مدني من الخروج عبر الممرات الآمنة التي فتحها الجيش العربي السوري، حيث قامت تلك الميليشيات بتفخيخ هذه الممرات واستهداف كل من يحاول الخروج بسلاح القناصات.
وأكدت التايمز أن مقاتلي الميليشيات المسلحة لديهم مدد جيد من الأسلحة الصغيرة والمدفعية الخفيفة، ولكن لا يوجد لديهم غطاء جوي، ما يعطي القوات الروسية القدرة على شن هجمات موسعة عليهم.
وختمت بالقول: «إن روسيا تخوض حرباً على الأراضي السورية وإنها لم تكن لتتمكن من ذلك إلا بتخاذل أوروبا والولايات المتحدة عن التصدي لها».
إلى ذلك، نقلت مصادر إعلامية غربية عن بيانات الملاحة الدولية: إن طائرة أميركية من طراز ?-8? Poseidon مضادة للغواصات اقتربت من مجموعة السفن الروسية المتجهة إلى سورية عند سواحل الجزائر الشرقية، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
يشار إلى أن الجيش الأميركي اعتذر في وقت سابق إلى وزارة الدفاع الروسية عن حادث تحليق طائرة أميركية وأخرى روسية على مقربة من بعضها البعض بشكل خطر في سماء سورية، الذي وقع في 17 تشرين الأول، واعداً بأن يتصرف مع الطيارين الذين كانوا سبباً في الحادث».
وتأتي هذه الأنباء، في أعقاب تأكيدات إعلامية بريطانية راجت أمس الأول نقلاً عن مصادر في الأسطول البريطاني، وقالت إن ثلاث غواصات ضاربة التحقت بمجموعة السفن الروسية التي عبرت المانش مؤخراً قاصدة الساحل السوري. ونقلت المصادر: إن لندن سجلت الأسبوع الماضي دخول غواصتين ذريتين متعددتي الأغراض، وثالثة تعمل بالديزل، مياه الأطلسي قادمة من قاعدة أسطول الشمال في مورمانسك شمال روسيا، وإن جميع الغواصات المذكورة مزودة بصواريخ مجنحة.
وأكدت المصادر البريطانية، أن الغواصات الروسية الثلاث التقت بمجموعة السفن الروسية، وأنها تبحر في الوقت الراهن بمحاذاة سواحل شمال إفريقيا على المتوسط.
وتشير وسائل الإعلام هذه، إلى أن مجموعة السفن الروسية سوف تستخدم الغواصات الثلاث المذكورة لضرب الأهداف في سورية بالصواريخ المجنحة التي تحملها».
إلا أن روسيا نفت، في 27 الشهر الجاري، الاتهامات التي وجهها لها حلف شمال الأطلسي «الناتو»، باستخدام بوارجها الحربية في البحر الأبيض المتوسط لقصف مدينة حلب.
وأعلن أسطول الشمال الروسي السبت أن «الأميرال كوزنيتسوف» انطلقت من شمال شرق الأطلسي، تتقدم مجموعة سفن تضم طراد «بطرس الأكبر» الصاروخي الذري الثقيل، وسفينتي «سيفيرومورسك» و«الأميرال كولاكوف» الكبيرتين المضادتين للغواصات، إضافة إلى عدد من سفن الإمداد قاصدة الساحل السوري.
يذكر أن «كوزنيتسوف» قادرة على حمل أكثر من خمسين طائرة، و1960 عسكرياً ومزودة بصواريخ مجنحة مضادة للسفن من نوع «غرانيت»، وصواريخ «كلينوك» المضادة للأهداف الجوية، وأنظمة «كاشتان» الصاروخية المدفعية، إضافة إلى منظومات دفاعية متكاملة مضادة للغواصات.
وتحمل «كوزنيتسوف» إلى شرق المتوسط حسب المصادر العسكرية الروسية، مقاتلات «ميغ 29 KR»، و«ميغ 29 KUBR»، ومقاتلات «سو 33» البحرية، إضافة إلى مروحيات «KA52» الملقبة بـ«التمساح».

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock