أكد مدير عام الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، السفير أنور عبد الهادي، أن الولايات المتحدة الأميركية تعرقل إعادة إعمار مخيم اليرموك الواقع جنوب دمشق، مشددا على أن منظمة التحرير الفلسطينية ستعمل جهدها بالتعاون مع الدولة السورية ومنظمة “الأونروا” لتقديم الدعم بالقدر المستطاع إلى أهالي المخيم في سبيل مساعدتهم على العودة إلى بيوتهم وترميم ما يمكن ترميمه، وتأمين الحد الأدنى من الخدمات.
ولفت عبد الهادي، حسب وكالة “سبوتنيك” إلى وجود خطوات إيجابية في ملف عودة قاطني المخيم إلى بيوتهم، مبينا أن الدولة السورية اتخذت مؤخراً قرار السماح بعودة الأهالي وخاصة أصحاب البيوت القابلة للسكن.
وأشار إلى أنه ابتداءً من يوم غد الثلاثاء، ستبدأ محافظة دمشق باستقبال طلبات الأهالي بالعودة، حيث ستمر العملية بثلاث مراحل، الأولى تقديم الطلبات والثانية مرحلة الكشف الهندسي عن المنزل ودراسة مدى قابليته للسكن، بينما المرحلة الأخيرة تتمثل بإعطاء موافقة الترميم والسكن. وحول تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في إعادة إعمار المخيم، قال عبد الهادي: «للأسف ينظر المجتمع الدولي الذي تسيطر عليه واشنطن إلى مخيم اليرموك كجزء من مدينة دمشق دون اعتبار أي خصوصية له كتجمع للاجئين الفلسطينيين، حيث يعملون على ربط إعادة الإعمار في المخيم بإعادة الإعمار في سورية بشكل عام والمشروط من قبلهم ببدء الحل السياسي، وهو ما نرفضه نحن كشعب فلسطيني بتسييس الملفات الإنسانية لتحقيق غايات سياسية».
وأوضح عبد الهادي، أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي مسؤولية دولية وأممية، ولكن في ظل هذا العالم الذي ليس لديه احترام للقوانين والذي تسيطر عليه الإدارة الأميركية يتم وضع العقبات أمام أبناء الشعب الفلسطيني أينما وجدوا.
وأشار إلى أن أهم هذه العقبات الخطوة التي اتخذها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، برفع الدعم عن وكالة تشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، الأمر الذي أدى إلى أزمة مالية لدى المنظمة الأممية.
وأكد عبد الهادي أن منظمة التحرير الفلسطينية ورغم كل الظروف والحصار الأميركي والغربي على الشعبين الفلسطيني والسوري، ستعمل جهدها بالتعاون مع الدولة السورية و”الأونروا” لتقديم الدعم بالقدر المستطاع إلى أهالي مخيم اليرموك في سبيل مساعدتهم على العودة إلى بيوتهم وترميم ما يمكن ترميمه، وتأمين الحد الأدنى من الخدمات، التي تساعدهم على العيش داخل المخيم.
يذكر أن مخيم اليرموك وبسبب اجتياحه من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة في أواخر عام 2012، نزح سكانه من لاجئين فلسطينيين ومواطنين سوريين إلى المناطق المجاورة، وتحول إلى ساحة قتال بين التنظيمات الإرهابية المتناحرة من «جبهة النصرة» وداعش وغيرها من التنظيمات التي عاثت في المخيم قتلاً وتدميراً على مدى سنوات، ما تسبب بتضرر أجزاء واسعة من أحيائه، إلى أن تمكن الجيش العربي السوري بالتعاون مع الحلفاء والقوات الرديفة من تحريره عام 2018 بعد معارك ضارية مع الإرهابيين.
«وكالات»