على بعد خطوة من الخيال
أن تخوض نهائي أهم بطولة عالمية بكرة القدم فهو الحلم الذي يبحث عنه كبار النجوم والمنتخبات على مستوى البسيطة، وبالنسبة لمنتخب صغير مثل المغربي الشقيق فهو الخيال بعينه، وهاهو منتخب أسود الأطلس على بعد 90 دقيقة وربما أكثر قليلاً من هذا الواقع الذي يشبه أفلام الخيال العلمي وذلك عندما يخوض مواجهة نصف نهائي المونديال بنسخه الثانية والعشرين، أما المنافس فلن يكون فريقاً عادياً فالمنتخب الفرنسي أو الديوك الزرق بطل العالم والمرشح بقوة للاحتفاظ بلقبه والمكان في استاد “البيت” بداية من الساعة العاشرة مساءً وأسندت إداراتها للحكم المكسيكي سيزار أرتورو راموس.
مهمة الفريق المغربي لن تكون سهلة بالطبع لكن من قال أن أي منافس بلغ مربع الكبار سيكون فريقاً عادياً ومن هنا فإن أسود الأطلس أضحى من طينة الكبار بعدما استطاع تخطي منتخبات فاقت تاريخاً وهي كرواتيا وبلجيكا وإسبانيا والبرتغال وقد حافظ على نظافة شباكه أمام كل هؤلاء، ولم تهتز شباك حامي عرينه ياسين بونو سوى هدف وحيد جاء بالنيران الصديقة يوم فاز على نظيره الكندي في المباراة الأسهل نظرياً، وعليه فإن حكيمي والنصيري وزياش ومرابط وبوفال ومزراوي والبقية لن يكونوا لقمة سائغة لأبطال العالم الذين يعولون بدورهم على مبابي وجيرو وديمبلي وغريزمان وفاران ولوريس.
الفريق المغربي سجل فوزين وتعادل والأهداف (5/1) على حين الفرنسي فاز 4 مرات وخسر مباراة واحدة وأهدافه (11/5)، والهزيمة الوحيدة للديوك كانت أمام المنتخب التونسي الشقيق وتشكل دافعاً آخر للمغاربة من أجل تقليد أشقائهم والوصول إلى أفضل إنجاز لفريق من خارج أوروبا وأميركا الجنوبية، ولأنها معركة كروية لا تقتصر فيها النتيجة على الأقدام والرؤوس فإن الصراع سيكون بين مدرب متمرس يدعى ديديه ديشامب وسبق له التتويج بكل شيء كلاعب وحاز على كأس العالم وبين مدرب كان مغموراً قبل أن يلمع نجمه بالمونديال واسمع وليد الركراكي وقد كبرت طموحاته بالتفوق على الأستاذ في موقعة الليلة بعدما هزم نظراء كبار لا يقلون شأناً عنه، ولن يكون سلاح الأرض والجمهور سوى عاملاً يأمل الأشقاء أن يساهم في الوصول إلى حلمهم.
خالد عرنوس – الوطن أون لاين