عودة الحياة إلى طبيعتها في أحياء شرق العاصمة
بدأت أمس الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجيا إلى المنطقة المحيطة بحي جوبر شرق دمشق بعد إفشال الجيش العربي السوري لـ«غزوة يا عباد اللـه اثبتوا» التي شنتها «جبهة النصرة» الإرهابية وحليفاتها من الميليشيات المسلحة، مع استعادة الجيش لجميع النقاط التي تسلل إليها الإرهابيون، بالترافق مع إحرازه مزيداً من التقدم في ريف حلب الشرقي.
ووفق مشاهدات «الوطن»، عادت حركة السيارات إلى ساحة العباسيين، ومنطقة الكراجات القديمة الواقعة إلى الشمال من الساحة، وفتحت العديد من المحال التجارية، في حين بدت حركة المارة في الشوارع بسيطة، توخياً للحذر من أي طارئ، في حين كان هناك انتشار كثيف لعناصر من الجيش والأمن وسماع هدير الطائرات الحربية تحلق فوق المدينة صباحاً وأصوات رشقات وقصف متقطع على الخطوط الخلفية للإرهابيين في جوبر وعربين.
كما بثت وكالة «سانا» مقطع فيديو يوضح سيطرة الجيش على محور معمل كراش وشركة الكهرباء شمال حي جوبر، ويظهر المقطع حجم الدمار الكثيف الذي خلفته المعارك العنيفة التي دارت في المنطقة، وبدت آثار الاشتباكات واضحة مع وجود سيارات محروقة وبعض المنازل المتضررة واستمرار سقوط القذائف من مواقع الإرهابيين.
وفي وقت سابق أمس قال مصدر عسكري في تصريح نقلته «سانا»: إن وحدات من الجيش العربي السوري نفذت عملية عسكرية خلال الساعات القليلة الماضية «استعادت خلالها جميع النقاط التي تسلل إليها إرهابيو تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التابعة له في محيط منطقة المعامل شمال جوبر وأعادت الوضع إلى ما كان عليه».
وكانت كل من «هيئة تحرير الشام» و«فيلق الرحمن» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» و«جيش الإسلام» أطلقوا فجر الأحد ما أسموه «غزوة دمشق» أو «يا عُبّاد اللـه اثبتوا» في محاولة لدخول الأحياء الشرقية للعاصمة، لكن الجيش تصدى ببسالة للهجوم واستوعبه قبل أن يشن هجوماً معاكساً، ويستعيد كامل النقاط، مع انتشار صور على صفحات فيسبوك تظهر الأعداد الكبيرة من قتلى المسلحين، وأقر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض بفشل الغزوة.
لكن قناة «العربية» المملوكة للنظام السعودي لم تستطع تقبل مسألة إفشال الجيش العربي السوري لغزوة الإرهابيين وتابعت عرضها لوقائع مر عليها يوم كامل من دون التعرض للجديد الذي أحدثه الجيش العربي السوري.
شمالاً، أحرز الجيش مزيداً من التقدم في ريف حلب الشرقي، وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن» بأن وحدة من الجيش تقدمت من بلدة «أم المرا» الواقعة إلى الشرق من مطار كويرس العسكري، ومدت نفوذها إلى بلدة «القصير» ومزارعها ومحطة القطار فيها شرق بلدة «الشريعة» بعد أن كبدت مقاتلي داعش قتلى وجرحى كثراً ثم واصلت تقدمها جنوب دير حافر لتسترد بلدة «جنى السلامة» الواقعة إلى الشرق من «القصير» وبلدة «حميمة صغيرة».
دمشق – حلب – الوطن