عون خلال حفل غداء مع ماكرون: في لبنان الجديد المواطن هو الملك وليس زعماء الطوائف
استقبل الرئيس اللبناني ميشال عون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، وعقدا قمة في القصر الجمهوري في بعبدا، انضم إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى أديب، حسبما ذكر موقع «المنار».
بعد ذلك أقام عون مأدبة غداء على شرف ماكرون، حضرها رؤساء الكتل النيابية، على حين اعتذر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن المشاركة في المأدبة في قصر بعبدا بذريعة التزامه نظاماً غذائياً، حسب موقع «النشرة».
وفي كلمته خلال مأدبة الغداء، وحسب «الوكالة الوطنية للإعلام» قال عون: «يرتكز أملنا على تشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على إطلاق ورشة الإصلاحات الضرورية، من أجل الخروج بالبلد من الأزمة الحالية، والأمل يكمن أيضاً في جعل آلامنا حافزاً يدفعنا إلى أن نغدو دولة مدنية، حيث الكفاءة هي المعيار والقانون هو الضامن للمساواة في الحقوق.
وأضاف: «إنني تحقيقا لهذه الغاية، التزمت الدعوة إلى حوار وطني لكي نبلغ صيغة تكون مقبولة من الجميع، فليكن الأول من أيلول 2020، محطة انطلاق للبنان جديد، حيث المواطن هو الملك وليس زعماء الطوائف».
وتابع: «أمام ضربات القدر هذه، هناك احتمالان: الاستسلام أو الحفاظ على الأمل، لقد علمنا تاريخنا أن ننهض ونعيد البناء، متطلعين أبداً نحو المستقبل، وأن الماضي الغني بالتجارب يحضنا اليوم على العمل، وهو خير معلم لنا يدفعنا إلى عدم تكرار الأخطاء».
وفي وقت سابق من اليوم قال ماكرون في أثناء قيامه بجولة تفقّدية على أضرار انفجار مرفأ بيروت، إنه لن يتم تحرير أموال مؤتمر «سيدر» قبل تحقيق الإصلاحات في لبنان.
وأكد، أنه لن يتساهل مع الطبقة السياسية في لبنان، والبرلمان تمّ انتخابه من الشعب، مضيفاً: «لا يمكنني القول إنه يجب أن تتغير الطبقة السياسية بأسرها»، مشيراً إلى أن رئيس الجمهورية انتخب من البرلمان، والبرلمان انتخب من الشعب.
ولفت ماكرون إلى أن هناك انتخابات وعلى الشعب أن يفرز واقعاً سياسياً جديداً إذا أراد ذلك.
وتابع: «هناك شراكة اليوم بين حزب اللـه وأحزاب عدة أخرى في لبنان وحزب اللـه فريق انتخب من الشعب اللبناني».
وأبدى ماكرون خلال حوار مع ممثلين عن المجتمع المدني والأمم المتحدة، استعداده لتنظيم مؤتمر دعم دولي جديد للبنان الشهر المقبل في باريس بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وأعرب ماكرون في تغريده له باللغة العربية على صفحته في «تويتر» عن وقوف فرنسا إلى جانب لبنان، مؤكداً أن لبنان سيتمكن من تجاوز الأزمة التي يمر بها.
وقال: «الحرية والحوار والتعايش قيم مترسّخة في لبنان، هذا البلد الذي يستمدّ قوّته من التاريخ المئوي لدولة لبنان الكبير».
وغرس الرئيس الفرنسي شجرة أرز بمناسبة مرور مئة عام على إعلان دولة لبنان، كما زار السيدة فيروز، وقلدها أرفع وسام فرنسي، وهو وسام جوقة الشرف من رتبة كوماندور.
ووصل ماكرون إلى لبنان، أمس الإثنين، في زيارة رسمية تستمر يومين، تتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، وفي التاسع من الشهر الماضي، بعد أيام من وقوع انفجار مرفأ بيروت، رعت فرنسا مؤتمراً دولياً لدعم لبنان تعهد خلاله المشاركون بتقديم أكثر من 250 مليون يورو لمساعدة اللبنانيين، على أن تقدم برعاية الأمم المتحدة وبشكل مباشر للشعب اللبناني، من دون أن تمر بمؤسسات الدولة المتهمة بالفساد.
«وكالات»