قطر «الآمنة» تتفوق على دول «الحرب» بمؤشر العبودية العالمي 2016
من الطبيعي أن تزداد الجرائم من قتل وسلب وإتجار بالبشر، استغلال للنساء والأطفال.. في الدول التي تتعرض للحروب، ما من شأنه أن يرفع مستوى ما يسمى بـ«العبودية الحديثة». لكن الأمر غير الطبيعي، وغير المنطقي هو ارتفاع مستوى العبودية الحديثة في الدول الآمنة، والمزدهرة اقتصادياً.
لكن، ليس بالضرورة، أن يكون كل واقعي، منطقي، وهذا الحال ينطبق على قطر، التي تصدرت الدول العربية، واحتلت المرتبة الخامسة عالمياً في مؤشر العبودية العالمي 2016، الذي صدر منذ قرابة الأسبوعين.
وتسببت أعمال العنف والجريمة في الدول العربية التي تتعرض للحروب، وهذه ظروف استثنائية، كالعراق واليمن وليبيا وسورية، بتغير ترتيبها هذا العام، فجاءت في المرتبة السادسة عالمياً، مع انتشار ظواهر استغلال الأطفال وتجنيدهم في القتال، واستغلال النساء، وخاصة الأطفال، ومشاكل اللجوء. بينما تركزت حالة الاستعباد في قطر، التي تعيش ظروف طبيعية، على الإساءة إلى العمال الأجانب، وخاصة في المنازل، إلى درجة جلعتها تتفوق على الدول التي تمر بظروف حرب استثنائية.
ومثال على ذلك سورية، التي كانت بحسب التقارير السابقة للمؤشر، من أقل الدول التي يتعرض المواطنين فيها للجرائم التي تصف تحت بند «العبودية الحديثة»، وجاءت بالمرتبة 105 من أصل 160 في مؤشر العام 2013.، لكن الحال تغير بحكم الظرف الاستثنائي الذي حملته الحرب.
هذا وبيّن المؤشر للعام 2016 خضوع 45.8 مليون شخص حول العالم لشكل من أشكال العبودية الحديثة.
ووصف المنتدى الاقتصادي العالمي، العبودية الحديثة بالجريمة الخفية، القريبة منا في كل جزء من العالم. في الحقول والمصانع ومواقع البناء، وبيوت الدعارة والمنازل. وإنه يأخذ أشكالا عديدة كالاتجار بالبشر والعمل الجبري والسخرة والاستغلال الجنسي والاستعباد المنزلي والزواج القسري.
يشار إلى أن «العبودية الحديثة» تتمثل في أن شخصًا واحدًا يمتلك أو يسيطر على شخص آخر ويحرمه إلى حد كبير من الحرية الفردية، بقصد استغلال هذا الشخص من خلال استعماله، والتربح من ورائه، أو تهجيره أو التخلص منه، وهو يشمل بذلك أيضًا الأشخاص الذين يتعرضون إلى الاتّجار بـ«الجنس» أو الاستعباد بـ«الدَين».
واعتمد المؤشر العالمي للعبودية الحديثة لعام 2016، في منهجيته لقياس مدى انتشار الظاهرة حول العالم، على استطلاعات رأي ودراسات أجراها مركز جالوب للدراسات. ويعتمد المؤشر في ترتيبه للدول على نسبة السكان التي تعاني من العبودية الحديثة لكل بلد، وكلما ازدادت تلك النسبة ارتفع ترتيب الدولة محل الدراسة.
الوطن أون لاين