الرياضة

كأس أمم أوروبا من القاع إلى القمة

تأخرت بطولة كأس أوروبا للأمم عن نظيراتها في القارات الأخرى لكنها مع مرور الزمن أضحت الأفضل والأكثر إثارة ومتابعة ومشاهدة حتى إن الكثير من المراقبين يعتبرونها بمثابة بطولة عالم مصغرة لا تنقص سوى بعض منتخبات أميركا الجنوبية، وتعود فكرة البطولة إلى الفرنسيين كالعادة وهذه المرة عبر الصحفي غابرييل هانو وقد انطلقت عام 1958 عبر التصفيات بمشاركة 17 منتخباً فقط وقد رفض الإنكليز المشاركة من باب التعالي مجدداً على أن يقام الدور النهائي في دولة واحدة من الدول الحاضرة في هذا الدور وارتفع العدد مع مضي البطولة لكن نظام نصف النهائي بقي قائماً حتى النسخة السادسة في إيطاليا 1980 عندما تقرر مشاركة ثمانية منتخبات في النهائيات على أن تقسم إلى مجموعتين يلعب المتصدران فيهما على اللقب وتغير النظام في النسخة التالية فأعيد دور نصف النهائي ليلعب بطريقة المقص بين الأول والثاني من كل مجموعة مع إلغاء مباراة المركز الثالث، ومع زيادة المنتخبات بعد انفراط الاتحاد السوفييتي ويوغسلافيا قام الاتحاد الأوروبي (يويفا) برفع منتخبات البطولة إلى 16 منتخباً، وفي نسخة 2000 أسند تنظيمها إلى دولتين للمرة الأولى وبقي هذا النظام قائماً حتى نسخة 2012، وفي البطولة الأخيرة ارتفع العدد مجدداً إلى 24 منتخباً تقسم إلى 6 مجموعات بحيث يتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى الدور الثاني ليضم 16 منتخباً فارتفع عدد المباريات بالتالي إلى 51 مباراة بعد 4 مباريات فقط في النسخ الخمس الأولى و14 في السادسة و15 مباراة حتى التاسعة وبلغ 31 مباراة في النسخ الخمس التالية.

وبالطبع فقد ارتقت البطولة لتنافس كأس العالم لأسباب عديدة أهمها القرب الجغرافي وسهولة التنقل وكذلك البنية التحتية وبالطبع الحضور الجماهير الهائل لمعظم المباريات، والأهم التجمع الكبير لأفضل لاعبي العالم في القارة العجوز وارتفاع مستوى المنافسة والإثارة التي تشهدها البطولة والمباريات الأوروبية عموماً، ولا ننسى الحوافز المالية الكبيرة التي تنالها الاتحادات الأوروبية وكثرة الشركات الراعية وحقوق النقل التلفزيوني التي تبلغ أرقاماً فلكية في بعض الأحيان.

خالد عرنوس

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock