كيف ظهرت الفرق المنافسة على اللقب هذا الموسم؟.. تشرين حاز اللقب على حساب إخفاق منافسيه
قبل بدء الدوري هذا الموسم دخلت ستة فرق قائمة المنافسة على بطولة الدوري الكروي، والمقياس في ذلك الإمكانات الموضوعة والتعاقدات مع اللاعبين، والفرق التي كانت الأفضل بتعاقداتها وإمكانياتها هي: تشرين وحطين والاتحاد والجيش (بطل الدوري) والوثبة (بطل الكأس) والوحدة.
بقية الفرق دخلت الدوري لإثبات وجودها ولمحاولة مقارعة الكبار وبعضها كان هدفه تفادي الهبوط، وبالفعل فإن الترتيب النهائي وافق التوقعات التي طُرحت قبل الدوري فلم يخترق ترتيب الكبار أي فريق، وانشغلت بقية الفرق بتحسين موقعها أو الهروب من الهبوط.
تشرين استحق اللقب وكان جديراً به، صفوف الفريق كانت متكاملة وضمت العديد من المواهب والخبرات والأسماء اللامعة، فرحة الفوز باللقب من المفترض بالقائمين عليه أن يعالجوا العديد من الثغرات التي ظهرت، وكادت أن تذهب بالحلم والأمل وألا يطول النوم على حرير البطولة الغالية والثمينة.
فريق الوثبة الوصيف لم يكن على مستوى البطل من ناحية الإمكانات ومستوى اللاعبين، لكنه كبر على إمكانياته ونافس حتى الرمق الأخير، الوثبة دفع ضريبة تراجع نتائجه نهاية مرحلة الذهاب، ولم يكن بإمكان الفريق التعويض فخسر البطولة.
على كل حال فريق الموسم الحالي جيد، ويمكن البناء عليه وتدعيمه ببعض المراكز ليكون قادراً على سحب البساط من كبار الدوري.
المشكلة التي وقع بها حطين ثالث الترتيب أنه تعاقد مع مجموعة من اللاعبين المحترفين تفوق العدد المسموح به، لذلك اضطر إلى إشراك اللاعبين حسب مقتضى المباراة، وهذا أثّر كثيراً على حالة الانسجام، لأن تدوير اللاعبين على المباريات أفقد الفريق الكثير من قوته وأهميته، سبب آخر ساهم في ابتعاد الفريق عن اللقب ويكمن بعدم توفيق الفريق في بعض المباريات، ما أجبر مدرب الفريق على الاستقالة ثم عاد عنها، وهذا أفرز بعض الشروخ بالفريق، على كل حال مجمل هذه الأخطاء يمكن تفاديها ليكون الموسم القادم أفضل.
الجيش (بطل الدوري)، حل بالمركز الرابع هذا الموسم، الفريق دفع ضريبة البداية السيئة التي كانت أسوأ بداية للفريق في تاريخه، وعندما حاول النهوض، كانت المسافات بعيدة مع المتصدر في الأمتار الأخيرة من سباق الدوري، الجديد في الفريق تطعيمه ببعض شباب النادي ليكونوا عوناً للفريق مستقبلاً.
هنالك الكثير من الأمور السلبية التي رافقت الفريق هذا الموسم، وخصوصاً جهة عدم الاستقرار على القيادة الفنية، فكل موسم نشهد تبديل مدرب على الأقل، والمفترض أن تسعى إدارة النادي لاستقرار فريقها الفني أولاً وأخيراً.
مجمل أسباب وضعت فريق الوحدة في المركز الخامس، منها تغيير الإدارة بداية الدوري وعدم توفيق المدرب السابق وغيرها من الأمور الفنية، والايجابية الوحيدة للفريق هذا الموسم هي الاعتماد على مجموعة من شباب النادي وهذه خطوة مهمة بالاتجاه الصحيح.
فريق الاتحاد كان أكثر فريق يملك شخصية البطل، ففضلاً عن الإمكانات الكبيرة الموضوعة تحت تصرفه تم التعاقد مع مدرب تونسي محترف، لم تكن مشكلة فريق الاتحاد بالمدرب أو اللاعبين، إنما بالشللية التي (كركبت) صفوف الفريق، فالمنازعات العديدة تحت اسم حب النادي ومصلحة الفريق قضت على أي أمل له في الوصول إلى اللقب، فتهاوى الفريق إلى المرتبة السادسة، وهي لا تتناسب والدعم المقدم له، ولا تتناسب مع مستوى لاعبيه ونجوميتهم، ولن تستقيم حال الفريق مستقبلاً إن لم يتضامن أبناء النادي ويعملوا لمصلحة فريقهم وتحت لوائه مهما كانت مواقعهم في الإدارة أو خارجها.
ناصر النجار – الوطن