للمرة الأولى أجرت الشرطة العسكرية الروسية وجيش الاحتلال التركي مناورات عسكرية مشتركة على طريق عام حلب اللاذقية والمعروف بـ«M4» في منطقة بلدة «ترنبة»، التي تنطلق منها الدوريات المشتركة للطرفين على الطريق، في خطوة رأى فيها مراقبون أنها تشكل تهديداً روسياً جدياً للرد على استهداف الدوريات المتكرر من التنظيمات الإرهابية في ظل عجز تركيا أو تقاعسها عن حمايتها.
وكانت روسيا وتركيا قد سيّرتا ٢٥ دورية مشتركة على «M4» منذ توقيع «اتفاق موسكو» بين البلدين في ٥ آذار الماضي، الذي يعد ملحقاً إضافياً لـ«اتفاق سوتشي» بينهما منتصف عام ٢٠١٨. وتعرضت الدوريات لـ٤ هجمات بقذائف وعبوات ناسفة وأدت إلى إصابة ٣ ثم ٢ من الجنود الروس في ٢٥ آب و١٤ تموز الماضيين خلال تسيير الدورية الـ٢٢ والـ ٢٥ على التوالي.
وفيما أعلن رئيس مركز «حميميم للمصالحة» في سورية اللواء ألكسندر غرينكيفيتش حسب وكالة «تاس» أن التدريبات المشتركة أمس في آخر منطقة لـ«خفض التصعيد» شملت «عمليات الاستهداف الناري المشترك للجماعات التخريبية التابعة للعصابات المسلحة التي ترفض المصالحة، وسحب المعدات العسكرية المتضررة، وتقديم المساعدة الطبية للمصابين»، وأن الهدف منها يصب «في مصلحة ضمان أمن الدوريات الروسية التركية المشتركة على طريق M4»، امتنعت تركيا عن الإدلاء بأي تصريح عن المناورات ما يفسر استياءها منها أو أنها نفذت بضغوط روسية، وذلك لحفظ ماء وجهها أمام الميليشيات والتنظيمات الإرهابية التي تموّلها وتدعمها ولاسيما «جبهة النصرة» الإرهابي.
مراقبون للوضع العسكري في إدلب، أوضحوا لـ«الوطن» أن الغاية من تلك المناورات توجيه رسالة روسية واضحة وصريحة بأن قواتها ستتدخل مستقبلاً في حال تعرض جنودها لأي استهداف أو تهديد خلال تسيير الدوريات المشتركة على الأوتستراد الدولي وأنها لن تترك مهمة حفظ الأمن عليه لجيش الاحتلال التركي الذي يهادن نظامه ويتزلف للإرهابيين بغية المماطلة في فتح الأوتتستراد أمام حركة المرور بخلاف تعهداته والاتفاقيات الموقعة معه.
خالد زنكلو- «الوطن»