وسط جهود دبلوماسية مكثفة على خط اجتماع أستانا، حضر الملف في لقاء السفير السوري في روسيا رياض حداد مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في حين اعتبرت بريطانيا أن الأولوية اليوم في سورية للحل السياسي وليس للمناطق الآمنة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أنه جرى خلال لقاء حداد بوغدانوف تبادل للآراء على أساس من الثقة حول تطورات الوضع في سورية في ضوء نتائج أستانا، مضيفاً: إن اللقاء تطرق كذلك إلى العديد من القضايا المتعلقة بالتعاون الثنائي متعدد الأوجه بين البلدين.
واستعداداً للنقلات المقبلة على رقعة الأزمة السورية، هاتف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف، ليشكره على مساهمة بلاده في تنظيم وإجراء الاجتماع الذي استضافته العاصمة الكازاخية، حسبما أورد بيان صادر عن الكرملين نقله الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأشار البيان إلى أن نزارباييف أكد أن تسوية الأزمة السورية يجب أن «تجري عبر الطرق السلمية حصراً»، وأعرب عن استعداده لتقديم كل «السبل المساندة لهذه العملية»، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئيس الكازاخستاني نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.
في غضون ذلك، بحث لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، هاتفياً، الوضع في سورية، ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بيان أصدرته الخارجية الروسية: أن لافروف وظريف أشادا بـ«نتائج اللقاء الدولي حول سورية في أستانا».
وفي طهران، اعتبر المستشار الأعلى لممثل قائد الثورة الإسلامية في الحرس الثوري الإيراني العميد يد اللـه جواني أن اجتماع أستانا يمثل بداية الحل السياسي للأزمة في سورية، وشدد على أن متابعة هذا المسار ستؤدي إلى توافق دولي بشكل حتمي للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سورية، لافتاً إلى أن عدم حضور الولايات المتحدة لاجتماع أستانا يثبت أن عهد السيطرة والتزعم الأميركي انتهى إلى غير رجعة، وأنه يجب على أميركا أن تقبل بالواقع الذي يقول أنه لا يحق لها الآن التدخل في شؤون المنطقة.
وعلى خط الأزمة السورية، كثف المسؤولون الأوروبيون اتصالاتهم وأبدوا إشارات على استعدادهم لتحريك مواقفهم حيال سورية، من أجل ضبط سياسة واشنطن حيال أوكرانيا وروسيا، وذلك عشية أول مكالمة هاتفية بين الزعيمين الروسي والأميركي منذ تسلم الأخير منصبه.
وتركزت المباحثات الهاتفية بين بوتين وترامب على كيفية إطلاق العمل المشترك لحل المشاكل العالمية والتغلب على الإرهاب.
وعلى مسار أستانا، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمس، نتائج المحادثات السورية في أستانا، وذلك خلال قيامها بزيارة رسمية إلى أنقرة بعد عودتها من لقاء ترامب في واشنطن.
وفي ختام لقائه مع ماي، قال أردوغان: «لقد ناقشنا الوضع في سورية والعراق والتعاون في إطار التحالف ومفاوضات أستانا ومواصلة عملية جنيف».
من جانبها، علقت ماي على تصريحات ترامب التي دعم فيها فكرة إنشاء منطقة آمنة في سورية، واعتبرت أن الأولوية في سورية يجب أن تكون لإيجاد حل سياسي للأزمة فيها، وليس لإنشاء «مناطق آمنة»، وذلك في مؤتمر صحفي عقد في ختام محادثات أجرتها مع نظيرها التركي بن علي يلدريم في أنقرة، وقالت: «يجب علينا جميعاً أن نبذل الجهود لتسوية الأزمة بطريقة سياسية، ويجب أن نواصل دراسة جميع الحلول التي قد تكون مناسبة».
وسربت صحيفة «نيويورك تايمز» أن ترامب سيطالب وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بإعداد خطة هجومية بقدر أكبر لمحاربة داعش في سورية، وخطة أخرى حول «مناطق آمنة»، في غضون 3 أشهر.
الوطن – وكالات