مدير “العقاري”: 100 صراف جديد خلال أسبوعين
على مدى ثماني سنوات حرب، ومع بداية كل شهر، تكرر القصة نفسها، ، إذ يخرج الكثير من الصرافات عن الخدمة، لتبدأ سباقات الموظفين الماراثونية بحثاً عن صراف فيه أموال، وتزداد صعوبة الأمر عندما يترافق نهاية الشهر مع عطلة رسمية كما حدث خلال أمس الأول.
الكثير من المديرين في المصارف لم يعد يخفون المسببات الفعلية لهذه المشكلة المزمنة في الصرافات، وأهمها عدم توفر وسائط لنقل الأموال والكوادر المؤهلة لتغذية الصرافات وصعوبة إجراء عمليات الصيانة والإصلاح.. وغيرها من المشكلات التي تحاول بعض المصارف إيجاد الحلول لها، مثال على ذلك بين مدير عام أحد المصارف العامة لـ«الوطن» أنه يستخدم سيارته الخاصة أحياناً لنقل الأموال وتغذية الصرافات، وبين مدير في مصرف آخر أنهم يضطرون لنقل الأموال بسيارة عمومي وفي بعض الحالات عبر دراجة نارية.
للتوسع في الموضوع ومعرفة الجديد في القصة التقت «الوطن» المدير العام للمصرف العقاري مدين علي الذي أكد أنه سيتم توريد 100 صراف للعقاري خلال الشهر الجاري، وغالباً خلال أسبوعين، وأن الشركة الموردة طلبت ترشيح عدد من العاملين لدى المصرف لتدريبهم على التعامل مع هذه الصرافات، وتم ترشيح 4 مهندسين من العقاري واتباعهم دورة في بيروت وأنهوا الدورة، وسوف يشكلون نواة تدريب لكل العاملين في تغذية الصرافات.
ولفت إلى أنه يجري العمل على إنجاز دراسة مفصلة لتقييم حالة الصرافات العاملة حالياً وتحديد خريطة توزيع مناسبة للصرافات الجديدة؛ تلبي الاحتياجات الفعلية للصرافات، وخاصة في مراكز المدن والمناطق التي تسجل حركة نشطة ومكتظة أمام الصرافات.
وبيّن المدير العام أنه تمت مخاطبة الكثير من الجهات العامة لتخصيص غرف أو صالات لتركيب صرافات جديدة فيها، وأهم هذه الجهات محافظة دمشق وشركة الاتصالات وجامعة دمشق، إضافة للعديد من الجهات العامة في المحافظات خاصة حلب.
ونوّه بأن هناك الكثير من الأفكار قيد التداول حول توزيع هذه الصرافات، مثل استبدال الصرافات العاملة حالياً في صالة الإدارة العامة للمصرف، وتركيب بدلاً عنها صرافات جديدة، والتي تمتاز بصغر حجمها، ما يسمح بتركيب نحو ضعف الصرافات الموجودة حالياً في هذه الصالة، والاعتماد عليها كصالة رئيسة، واستبدال الصرافات الثلاثة العاملة حالياً أمام وزارة الاقتصاد ليحل محلها نحو 6 أو 7 صرافات جديدة.
ولفت إلى أن الصرافات الجديدة تشتمل على العديد من المزايا المهمة، وخاصة لجهة حجم التغذية والتي تصل لأكثر من 3 أضعاف حجم التغذية لدى الصرافات الحالية، إضافة لسرعة صرف الأوراق النقدية.
كما أوضح أنه سيتم الاستغناء عن بعض الصرافات القديمة والتي كثرت أعطالها وسببت خسارة كبيرة للمصرف خلال الفترة السابقة جراء عمليات الصيانة المستمرة والمكلفة مثل الصراف القائم أمام وزارة المالية.
واعتبر أن توريد هذه الصرافات خلال الأيام المقبلة يسهم في حل نسبي لمشكلة الصرافات لأن هناك الكثير من العوامل الموضوعية تسهم بشكل لافت في حصول الأزمة الشهرية أمام الصرافات، وعلى سبيل المثال تم هذا الشهر توطين كتلة رواتب بحدود 1. 2 مليار ليرة يوم الخميس الساعة 2 ظهرا قبل العطلة مباشرة، منها رواتب تعود لمحافظة دمشق ووزارة التربية بكتلة مقدارها 867 مليون ليرة.
وأشار إلى أن هناك نحو 460 ألف بطاقة حساب يتوجه أصحابها للقبض في غضون يومين أو ثلاثة بواسطة 160 صرافاً، لذلك من الطبيعي أن يحصل الازدحام، مبيناً أن إجمالي كتلة الرواتب التي يسلّمها المصرف العقاري عن طريق الصرافات حوالى 5.8 مليارات ليرة سورية، وهذا رقم كبير والطلب دائماً محصور بيومين أو ثلاثة، يتم سحب كامل الراتب دفعة واحدة ولذلك يفرغ الصراف بسرعة، وكل صراف في سورية يجب أن يصرف 53 مليوناً شهرياً في غضون يومين أو ثلاثة بعد التوطين مباشرة، ومعظم الصرافات مهتلكة وهناك حاجة شديدة لسيارات نقل أموال وكوادر مدربة على التغذية.
عبد الهادي شباط