عربي ودولي

«معهد واشنطن»: الأتراك منشغلين بمحاربة بعضهم البعض بدل الإرهاب

كتب مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سونر كاغابتاي «من خلال حساباتي عانت تركيا من 33 هجوماً إرهابياً كبيراً منذ صيف عام 2015، من بينها الهجوم على ملهى ليلي في وسط اسطنبول في الواحد والثلاثين من كانون الأول، الذي أودى بحياة 39 شخصاً على الأقل».
وفي مقال نشره «معد واشنطن» رأى كاغابتاي أن هذه الهجمات، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 730 شخصاً، « ترتبط بجماعتين ارهابيتين». هما: داعش وحزب العمال الكردستاني.
ورأى أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو «إذا كان مرتكبو الهجمات الإرهابية في تركيا واضحين للغاية، فلماذا تبدو تركيا غير قادرة على منع مد الإرهاب الذي تواجهه؟».
تكمن الإجابة بحسب كاجابتاي في أن الأتراك «منشغلين للغاية بمحاربة بعضهم البعض، بدلاً من التركيز معاً على محاربة الارهاب».
وأضاف: «منذ تولّي أردوغان السلطة للمرة الأولى كرئيس للوزراء في عام 2003 ثم أصبح رئيساً للبلاد في عام 2014، فاز في الانتخابات على أساس برنامج شعبوي يميني. فقد قام بتشويه صورة الناخبين الذين لم يصوتوا له على الأرجح، واستهدافهم، وقمعهم بوحشية. وتشكل هذه المجموعات معاً، بما فيها اليساريين والليبراليين والاشتراكيين الديمقراطيين والعلويين (الذين هم مسلمين ليبراليين) والعلمانيين والأكراد، ما يقرب من نصف سكان البلاد».
هذه الاستراتيجية لأردوغان أدت إلى قيام حالة استقطاب عميق في تركيا. «فإلى جانب النمو الاقتصادي للبلاد في عهد أردوغان، جلبت له استراتيجيته مجموعة من الموالين اليمينيين، من بينهم القوميين الأتراك والمحافظين والإسلاميين، الذين يمثلون النصف الآخر من البلاد».
وأِشار كاغابتاي إلى أنه في أعقاب كل هجوم، يبدأ الأتراك بإلقاء اللوم على بعضهم البعض بدلاً من أن يقوموا بمناقشة الإخفاقات الأمنية التي ربما أسفرت عن وقوع الهجوم وما يمكن القيام به وما ينبغي عمله لمنع وقوع هجمات أخرى في المستقبل. وأضاف «لا يجري بتاتاً أي نقاش حول الإيديولوجية الفاعلة وراء السياسة الخارجية التي تؤدي إلى وقوع الهجمات».

وعوضاً عن ذلك، يحدد المشهد الاستقطابي في تركيا شكل الحوار في البلاد في أعقاب كل هجوم. فإذا شنّ داعش هجوماً، يلقي الأتراك المعارضين لأردوغان اللوم عليه لعدم حمايتهم. وإذا كان حزب العمال الكردستاني هو الذي نفذ الهجوم، يلقي الأتراك الموالين لأردوغان اللوم على المعارضة، وهكذا تدور الحلقة المفرغة إلى أن يقع الهجوم المروّع القادم.
وخلص إلى أنه «إذا لم ينخرط الأتراك في نقاش صادق حول كيفية منع مد العنف الذي يواجههم هذه المرة، فأنا أخشى أن لا تكون حتى هذه المؤسسات -الأمنية- القوية كافية لوقف موجة الإرهاب وانقاذ البلاد من الدمار».

الوطن أون لاين

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock