سوريةسياسة

موسكو: أستانا بين الأطراف المسيطرة على الأرض.. وجميل: للحكومة والمعارضة المسلحة فقط

كشف رئيس «منصة موسكو» للمعارضة السورية وأمين «حزب الإرادة الشعبية» والقيادي في «جبهة التغيير والتحرير» قدري جميل، أن محادثات أستانا، المقرر أن تجري في 23 الجاري، ستقتصر على ممثلين عن فصائل المعارضة المسلحة التي وقعت اتفاق وقف إطلاق النار برعاية روسية تركية، وممثلين عن الحكومة السورية، بالتزامن مع إعلان روسي عن دعوة ستوجه للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى المحادثات، التي شددت روسيا على وجوب أن تشمل «جمع وتوحيد الأطراف التي تمتلك سيطرة على الأرض».

والتقى أمس نائب وزير الخارجي الروسي ميخائيل بوغدانوف مع جميل في موسكو، وبحسب الخارجة الروسية، فقد «جرى بحث تطور الأوضاع في سورية وحولها، مع التركيز على تشكيل منصة واحدة للمعارضة السورية من شأنها أن تسمح لها بالمشاركة البناءة في عملية التسوية السياسية للأزمة السورية على أساس القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي».

وفي تصريح لـ«الوطن» أوضح جميل أنه «لم يعد مسموحا اللعب بموضوع الوفود المختلفة للمعارضة واعاقة المفاوضات المباشرة التي تتطلب تشكيل وفد واحد للمعارضة»، مشيراً إلى أن اجتماع الأستانا لن يحضره أي من المعارضين السياسيين «لا من معارضة الرياض ولا من غيرها، والمحادثات ستقتصر على الجانب العسكري وآلية تثبيت وقف إطلاق النار».

وكانت وثائق نشرتها المعارضة بعيد التوقيع على اتفاق وقف الأعمال القتالية في التاسع والعشرين من الشهر الماضي في أنقرة قد كشفت أن 12 فصيلاً عسكرياً فاعلاً على الأرض السورية فوضت كلاً من منذر سراس وأسامة معترماوي لتشكيل وفد المعارضة إلى أستانا، وقاما بالتوقيع على ورقة الاتفاق، الذي وقع عليه أيضاً ممثل عن روسيا وتركيا، بوصفهما الدولتين الضامنتين لتطبيقه.

ومعترماوي وهو من داريا، ومعروف حالياً باسم أسامة أبو زيد كمستشار قانوني لميليشيا «الجيش الحر» والمتحدث باسمها، أما سراس فهو من حمص وسبق للائتلاف المعارض أن سماه عضواً في هيئة الأركان العسكرية، ممثلاً عن جبهة حمص.

وعن آلية توحيد المعارضات السورية للمشاركة بوفد واحد في الجولة الرابعة من جنيف3 الذي دعا إليه دي ميستورا في الثامن من شباط المقبل قال: «إن هذا الأمر يجري العمل عليه منذ فترة وأحرزنا تقدما لا بأس به وسننجز الموضوع قبل الثامن من شباط»، مشيراً إلى أن «التشاور مستمر بين مختلف المنصات والتيارات السياسية المعارضة الوازنة في الساحة السورية، عدا منصة الرياض»، رافضا الخوض بأسماء هذه التيارات لأن «الطبخة مازالت على النار». ورداً على سؤال حول آلية التنسيق لاحقا مع منصة الرياض التي تعتبر نفسها الممثلة الوحيدة للمعارضة السورية، قال جميل: إن «الحديث اليوم مبكر لأوانه رغم أنه لا توجد لدينا أي رغبة لإقصاء أحد، ولكن بذات الوقت لا نوافق أن يكون لأحد على رأسه ريشة»، مشدداً على أن «مبدأ المحاصصة في تشكيل وفد المعارضة إلى جنيف مرفوض، ولا معنى هنا للأكثرية وللأقلية لأنه لا تصويت، وإنما المطلوب هو التوافق بين الجميع، وشكل التمثيل الأحسن في هذه الحالة يكون بالتساوي بين الموجودين»، وموضحا أن جهود التنسيق بين منصات المعارضة السورية هو «جهد خاص ولا علاقة لموسكو به وأنا وضعت نائب وزير الخارجية الروسي بنتائج هذه الجهود التي لا تفاصيل لديهم عنها».

وجاء حديث جميل متوافقاً مع ما أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن لقاء أستانا يجب أن يشمل «جمع وتوحيد الأطراف التي تمتلك سيطرة على الأرض»، مشدداً على ضرورة أن «يجمع وراء طاولة المفاوضات كل من لديه القدرة الفعلية على تنفيذ الالتزامات».

وبحسب بيان للخارجية الروسية فإن لافروف اتفق هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان مارك إيرولت على أن أستانا يجب أن تكون «حلقة مكمِّلة لمسار جنيف».
وكان لافتاً إعلان مصدر دبلوماسي روسي من مجموعات العمل الخاصة بسورية في جنيف، بأن الدعوة لدي ميستورا إلى أستانا سترسل «في المستقبل القريب» بعدما أكدت موسكو سابقاً أنه غير مدعو.

وحول أستانا أيضاً قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: «نتخذ، بالتعاون مع روسيا وإيران، خطوات تاريخية من أجل فتح الطريق أمام السلام في سورية».

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock