موسكو تعلق الهدنة في حلب على استعداد بعثة الأمم المتحدة.. ومجموعة «كوزنيتسوف» تباشر مهامها
ربطت روسيا تحقيق تقدم نحو حل الأزمة السورية بوجود تعاون روسي أميركي حقيقي، مشيرةً إلى أن التزام الجيش السوري والمسلحين باتفاق وقف إطلاق النار من شأنه إعطاء «فرصة أخرى لتحقيق التقدم» نحو حل هذه الأزمة. وبالترافق مع بروز توقعات حول استئناف الطائرات الروسية غاراتها الجوية في منطقة حلب على أن تقود العملية الروسية مجموعة حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف»، علقت روسيا إعلان هدنة إنسانية جديدة في مدينة حلب، على تلقيها تأكيداً رسمياً من جانب الأمم المتحدة باستعداد بعثتها في سورية لإجلاء المصابين والجرحى من الأحياء الشرقية التي يسيطر عليها المسلحون. وأوضح الكرملين رؤيته لسبل التقدم نحو حل الأزمة السورية بالطرق السياسية. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: «لا نزال نعتقد بأن القيام بخطوات جديدة نحو التسوية السياسية في سورية أمر صعب جداً، من دون التعاون الحقيقي بين موسكو وواشنطن». وأحبطت وكالات الأمن القومي في واشنطن وعلى رأسها وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» اتفاق التاسع من أيلول الذي توصل إليه وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري والقاضي بتأسيس مركز مشترك للتعاون الأمني ضد داعش وجبهة النصرة في سورية.
وعبر بيسكوف في تصريح خاص لوكالة «اسوشيتد برس» الأميركية عن أسفه «لعدم رغبة الجميع في واشنطن في تحقيق التقدم على طريق التسوية السياسية في سورية». ولفت كذلك إلى أن الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بين قوات الجيش السوري وقوات المعارضة «سيعطي فرصة أخرى لتحقيق التقدم نحو حل الصراع السوري». لكنه شدد على أن روسيا تستمر في تأييد الحكومة السورية وجيشها.
ومن قبالة الساحل السوري، أكد قائد الحاملة «الأميرال كوزنيتسوف» سيرغي ارتامونوف أن مجموعة حاملة الطائرات تقوم بأداء مهامها الحربية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ارتامونوف قوله لقناة «روسيا الأولى»: إن «سفن مجموعة حاملة الطائرات الروسية وصلت إلى المنطقة المحددة في شرق البحر المتوسط. إنها تقوم بأداء مجمل مهامها في المياه إلى الغرب من الساحل السوري».
وقبل يومين، كشف مصدر عسكري دبلوماسي روسي مطلع عن بدء طائرات الحاملة «الأميرال كوزنيتسوف» التحليق في السماء السورية لاستطلاع الأجواء فوق مسرح العمليات وتحديد المهام القتالية» المنوطة بها، وذلك تمهيداً لاستهداف الإرهابيين ومواقعهم هناك. وشدد على أن مجموعة السفن الحربية الروسية التي تضم في قوامها «الحاملة «الأميرال كوزنيتسوف»، والطراد الذري الثقيل «بطرس الأكبر»، وفرقاطة «الأميرال غريغوروفيتش»، تحضر على قدم وساق لضرب الإرهابيين وصارت جاهزة لبدء العمل العسكري في أي لحظة». وأواسط الشهر الماضي، انطلقت حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» قاصدة الساحل السوري وترافقها مجموعة سفن حربية تابعة لأسطول الشمال الروسي. وعلى متن «الأميرال كوزنيتسوف» مقاتلات من طراز «ميغ-29 و«سو-33» البحرية، إضافة إلى مروحيات «أكا 52» الملقبة بـ«التمساح». وبدا أن وصول القطع الحربية الروسية، إلى السواحل السورية قد أجبر المسلحين المتحصنين في الأحياء الشرقية من حلب، على البحث عن سبيل للنجاة. ولقد أعلنت «جبهة أنصار الدين» و«فيلق الشام» أول من أمس استعدادهما للانخراط في مفاوضات وقف إطلاق نار في حلب. وجاء في بيان مشترك نشره التنظيمان «لإنقاذ حياة ألوف المسلمين، نعلن استعدادنا للمشاركة في مفاوضات السلام بشأن وقف إطلاق النار بشرط أن نحصل على ضمانات من القيادة الروسية وهيئة الأمم المتحدة والممثلين المفوضين من قبل حكومتي المملكة السعودية وتركيا». مع ذلك لم يصدر أي موقف عن «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، والتي تسيطر على الأحياء الشرقية. وفشلت هدنة أعلنتها روسيا لمدة عشر ساعات يوم الجمعة قبل الماضي في إخراج مصابين وجرحى من الأحياء التي يتحصن بها المسلحون. على الرغم من ذلك، أكدت موسكو أمس استعداد الطرف الروسي لتأييد إعلان المزيد من الهدن الإنسانية في حلب.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن «الوزارة ستكون مستعدة لبحث إمكانية إعلان الهدن الإنسانية الجديدة في أي وقت لمجرد أن تؤكد البعثة الإنسانية للأمم المتحدة في سورية رسمياً استعدادها، وإمكانية إيصال المساعدات الإنسانية إلى شرق حلب وإجلاء الجرحى والمرضى المدنيين منها».
وتؤكد موسكو أن الهدنات المؤقتة السابقة على الأرض، والتي تمت الدعوة إليها في سبيل توصيل المساعدات وإجلاء المصابين والمدنيين، أفضت إلى لا شيء، متهمةً المسلحين بإطلاق النار على كل من يحاول الدخول أو الخروج.
ونهاية الأسبوع الماضي، رفضت وزارة الدفاع الروسية طلباً من الأمم المتحدة لتمديد فترات التهدئة الإنسانية في حلب، محذرةً من أن تمديدها «بلا مسوغ سيأتي بنتائج عكسية»، ونبهت أن الطلب لا يأتي من «أجل تقديم مساعدة فعلية للسكان المسالمين، بل من أجل تمكين الإرهابيين من استعادة قدراتهم القتالية، ويأتي أمراً ضاراً ومتعارضاً مع العقل السليم».
وكالات