ميسي والانقلاب التاريخي
مازالت توابع زلزال دوري الأبطال بالهزيمة التاريخية للبرشا أمام البايرن حاضرة بقوة في البيت الكاتالوني. وربما هدمت جيلاً كاملاً في طريق إعادة البناء ، ولن تقتصر على رحيل المدرب والمدير الرياضي أوعلى بعض النجوم ، بل ستمتد لتشمل الرمز المتبقي من جيل دريم تيم تو والمتمثل بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، فكل الوقائع تشير إلى أنه اتخذ القرار النهائي بأن مستقبله خارج نيوكامب، وبات الأمر رسمياً بالطلب الذي قدمه النجم الأرجنتيني عبر تقنية “يوروفاكس”، وما إن انتشر الخبر كالنار في الهشيم حتى وقفت كاتالونيا على حافة الانتظار وقرر عدد من الأندية إجراء حسابات مستعجلة من أجل الظفر بتوقيعه.
بالطبع رحل نجوم كبار عن البرشا تاريخياً بدءاً من لويس سواريز أوائل الستينيات ، مروراً بكرويف وروماريو وريفالدو ورونالدو وأخيراً رونالدينيو وتشافي وإينيستا ، إلا أن الكل في كفة وميسي في كفة أخرى ذلك أنه صنع في برشلونة ولم يكن أحد ليتخيل أنه سيترك النادي إلا إلى روزاريو حيث مسقط رأسه ربما من باب الوفاء لا أكثر، فالبرغوث الذي جاء إلى إسبانيا طفلاً بعمر الـ13 عاش كل أيامه الجميلة في برشلونة وساهم بكل إنجازات الفريق خلال عقد ونصف العقد بل كان اليد الطولى للفريق ، ولا ينسى الكثيرون أن إدارة برشلونة استغنت عن الكثير من النجوم إرضاءً لرغباته وإن لم يطلب ذلك علانية.
لكن القرار جاء حاسماً وسريعاً حيث يسنح له الوقت بالالتحاق بناديه الجديد قبل انطلاق الموسم الجديد، بل أكثر من ذلك طالب إدارة النادي بالرحيل مجاناً ، علماً أن عقده ينتهي بنهاية الموسم القادم معتمداً على بند خاص في عقده يسمح له بالمغادرة مجاناً ، إلا أن هذا البند حسب مصادر النادي انتهى فعلاً مع بداية شهر حزيران “يونيو” الماضي، ويعوّل ميسي حسب بعض المصادر على التأجيل بسبب كورونا والتأخير حتى نهاية الموسم في الضغط على النادي من أجل تفعيل بند الرحيل من دون مقابل.
هذا الأمر سيريح بعض الطامحين بالتعاقد معه ويبقى راتبه المرتفع ولن يكون مشكلة كبيرة إذا علمنا أن الشرط الجزائي في عقده يبلغ 700 مليون يورو، أما الوجهة القادمة فستكون حديث العالم.
خالد عرنوس – الوطن