أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الشعب السوري وقيادته وجيشه هم من أخذوا قرار المواجهة وصمودهم هو الأساس في تحقيق نصر حلب وأن دور الحلفاء عامل مكمل ومتمم ومساعد لافتا إلى أن السوريين يصنعون مستقبل بلدهم والمنطقة كلها.
وقال نصر الله في كلمة له خلال لقاء الطلاب الجامعيين في التعبئة التربوية نقلتها قناة المنار.. إن “معركة حلب هي إحدى الهزائم الكبرى للمشروع الآخر وانتصار كبير للجبهة المواجهة للإرهاب وتطور كبير وبالغ الأهمية على المستوى العسكري والسياسي والمعنوي لجبهتنا” مشيرا إلى أنه من النتائج الكبرى لمعركة حلب أن مشروع مخطط اسقاط الدولة السورية سقط وفشل.
ولفت نصر الله إلى أن انتصار حلب لا يعني انتهاء المعركة وحسمها بل “نحن أمام مرحلة جدية للصراع في سورية.. جبهتنا تتقدم بشكل كبير جدا في إنجازاتها وانتصاراتها ولكن المسؤولية والمواجهة ما زالت كبيرة ..المرحلة المقبلة يجب ان تتركز على تثبيت مدينة حلب ومحيطها وأمنها وأمانها ويجب علينا وعلى الجميع أن نكون حذرين ..الأولوية هي تثبيت هذا الإنجاز وترسيخ وتمكين هذا الانتصار ليبنى عليه ميدانيا وسياسيا”.
ورأى نصر الله أن انتصار حلب يمكن أن يفتح افاقا جديدة أمام حلول سياسية وأن يجعل بعض الدول تصبح واقعية وتنظر إلى الأمور بمنظار مختلف وخاصة الامريكيين والسعوديين والكثيرين غيرهم الذين عطلوا الحل السياسي لأنهم يتجاهلون الحقائق الشعبية والميدانية مضيفا.. إن “حلب غيرت الكثير في هذه الحقائق الشعبية والميدانية التي يجب أن يبنى عليها سياسيا”.
وبين نصر الله أن حجم الدعم الذي قدم للتنظيمات الإرهابية في حلب بالأموال والرجال والسلاح من الداخل والخارج كان هائلا وباعتراف الأميركي مشيرا إلى أن “ما قدمه العالم وبالأخص الدول العربية من مال وسلاح وذخيرة ودعم إعلامي وسياسي وغيرها للإرهاب في الحرب على سورية يفوق بعشرات المرات ما قدم للشعب الفلسطيني خلال أكثر من 60 عاما”.
وقال نصر الله.. “إنه حتى على مستوى الكلام والمؤتمرات تم دعم تلك التنظيمات الإرهابية أكثر بكثير من دعم المقاومة الفلسطينية” موضحا أن معركة حلب رافقها الكثير من التضليل الإعلامي والتشويه من قبل التنظيمات الإرهابية وداعميها واتوا بصور حصلت في مجازر العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية وغزة وقالوا انها في حلب كما اتوا بصور لاطفال جياع في اليمن على أنها أيضا حصلت في حلب و”كل العالم يعرف أن آلاف الاطفال في اليمن يموتون جوعا بسبب الحصار السعودي”.
وبين نصر الله أن الذي جرى في حلب خلال الأشهر القليلة الماضية حرب حقيقية ومن أقسى الحروب التي شهدتها سورية والمنطقة خلال أعوام لافتا إلى أن الدول الراعية للتنظيمات الإرهابية جاءت بعشرات آلاف المسلحين للقتال في حلب وأن المعارك التي كانت تدور غرب المدينة وجنوبها مع هذه التنظيمات لم تكن فقط مع جماعات سورية معارضة بل كانت هناك أعداد كبيرة جدا من الأتراك والشيشان والطاجيكيين والأفغان ومن اسيا الوسطى يقاتلون هناك بينهم مئات الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم.
وأضاف نصر الله “الذي حصل في حلب معركة متواصلة يومية.. معركة قاسية طاحنة راهنت عليها كل الدول الراعية للمشروع الآخر وبنت عليها أحلاما وأمجادا وكان الهدف منها إسقاط حلب والسيطرة عليها” منوها بقدرة الجيش العربي السوري وفعاليته مستحضرا حجم التضحيات الجسيمة من شهداء وجرحى ومدنيين وأيام صعبة وتحمل للقصف.
وشدد نصر الله على أن الدولة السورية ترفض التغيير الديموغرافي لكن المسلحين يقسمون البلاد على أساس ديموغرافي وعرقي.
ولفت نصر الله إلى أن الإرهابيين يقدمون نماذجهم السيئة باسم الإسلام ما يرتب مسؤولية دينية وتاريخية واخلاقية على جميع المسلمين في العالم وهي رفض وادانة هذه الجرائم وان “من يسكت عن جرائم الارهابيين شريك في الاساءة للأديان السماوية كافة”.
وأشار نصر الله إلى أنه لا ينبغي ربط الاسلام بالإرهاب فهناك تناقض بين الاثنين ..الإسلام واحد هو إسلام القران داعيا الدول التي قدمت كل أشكال الدعم للإرهابيين الى تدارك موقفها وان توقف الرعاية والدعم والتسهيلات معيدا للأذهان قيام إرهابي بإرسال طفلته الصغيرة لتفجير نفسها في قسم شرطة الميدان بدمشق وقال.. “يجب على كل مسلم أن يدين هذا المجرم والوحش القاتل الهمجي الذي يرسل طفلتيه لتنفذا عمليات انتحارية باسم الله والإسلام”.
وأكد أن النظام التركي هو من أكثر الأنظمة التي دعمت تنظيم “داعش” الإرهابي مبينا أن الحزب الحاكم في تركيا قدم للتنظيم المتطرف من الدعم ما لم تقدمه أي دولة أو حكومة أخرى من خلال تهريب النفط وادخال المسلحين والأموال وغيرها وقال “تركيا اليوم تتلظى بنار داعش الإرهابي وانقرة تستمر بدعم هذا التنظيم في العراق”.
وبينما أشار نصر الله إلى أن الحكومة التركية مدعوة اليوم إلى موقف حاسم من تنظيم “داعش” الإرهابي تساءل في الوقت نفسه.. ألا يدعو الذي حصل في الكرك مؤخرا الحكومة الأردنية لكي توقف دعم الارهابيين.