عربي ودولي

نظام آل سعود قلق من أن يكون هدف النسخة الثانية من «الربيع العربي» في عهد بايدن

يعتري نظام آل سعود قلق من أن تكون بلاده في عهد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، هي الهدف القادم لنسخة ثانية من «الربيع العربي» بعد أن توجهت النسخة الأولى التي رعاها الرئيس الأميركي السابق الديمقراطي باراك أوباما نحو مصر وتونس وليبيا وسورية واليمن، وفق ما ذكرت صحيفة «العرب» اللندنية والتي تقف وراءها الدوحة.
ورأت الصحيفة أن أوباما بدا في مذكراته «أرض الميعاد» التي صدرت بعد نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكأنه يضع خريطة طريق أمام بايدن بشأن التعاطي مع قضايا الشرق الأوسط والخليج وإيران، بما قد يعيد أجواء التوتر بين الولايات المتحدة وحلفائها العرب، وخاصة السعودية.
وكشف أوباما في مذكراته كيف أنه دعم المظاهرات التي جرت ضد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك على الرغم من أن واشنطن لم تكن تعرف ما سيؤول إليه الوضع بعد تنحي مبارك، الذي أقر أوباما أنه قد أقنعه بالتنحي لصالح الإخوان.
وروى أوباما كيف ارتبكت إدارته في تقييم ما جرى في البحرين، وسرد تفاصيل محادثة مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ووصفه بأنه «شاب، محنك، قريب من السعوديين، وربما أذكى زعيم في الخليج».
وأشارت الصحيفة أن ولي عهد أبوظبي نبّه أوباما إلى مخاطر دعم الاحتجاجات في مصر والبحرين وخطرها على المنطقة ككل، وأنه «إذا سقطت مصر وتولى الإخوان زمام الأمور، فقد يسقط ثمانية قادة عرب آخرون».
وتكشف مذكرات «أرض الميعاد» أن إدارة أوباما كانت تتعامل مع ما يجري بنوع من الاستخفاف بنتائجه على المنطقة وعلى المصالح الأميركية.
ويعزو سياسيون ذلك الاستخفاف حسب الصحيفة إلى تصور أميركي قاصر يعتقد أن مصر ودول الخليج لا يمكنها أن تغضب من إستراتيجية أوباما التي لم تكن تمانع في تفكيك المنطقة وضرب استقرارها من خلال الرهان على وصول جماعات إسلامية متشددة إلى الحكم، وبناء تحالف مع إيران.
لكن أوباما اكتشف العكس تماماً في موضوع البحرين، حين رفضت المنامة الضغوط الأميركية.
ويقول مراقبون وفق الصحيفة: إن مذكرات أوباما تكشف أن الإدارة الديمقراطية لم يكن يعنيها استقرار منطقة الشرق الأوسط، وأنها كانت محكومة بأفكار وتقارير مسبقة عن دول مثل مصر والسعودية أكثر من كونها محكومة بدواعي المصلحة الأميركية وضرورات الشراكة الإستراتيجية.
ورغم النصائح الخليجية والتحذيرات من مخاطر الدعم الموجه إلى احتجاجات فوضوية مرتهنة بأجندات خارجية، لم تحمل مذكرات أوباما أي اعتراف بالخطأ، كما لم توجه رسائل إلى بايدن تتضمن توعية بضرورة مراجعة تلك الإستراتيجية.
وقالت الصحيفة: إنه على العكس، يبدو الهدف من كتاب أوباما تشجيع الرئيس القادم على السير في الطريق نفسه، بالضغط على دول مثل السعودية دون مراعاة وزنها الإقليمي والاقتصادي وحجم شراكتها مع الولايات المتحدة.
ويشير المراقبون إلى أن الحملة التي تشن على السعودية هي ضغوط قديمة تهدف إلى ابتزاز المملكة الغنية بالنفط.
ولفتت الصحيفة إلى أن تصريحات المسؤولين السعوديين المتزايدة تُعبّر عن قلق في الرياض من أن تكون بلادهم هي الهدف القادم لنسخة ثانية من «الربيع العربي» بعد أن توجهت النسخة الأولى التي رعاها أوباما نحو مصر وتونس وليبيا وسورية واليمن.
«وكالات»
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock