من الميدان

نيران الغوطة تمتد إلى إدلب

مع وصول الاقتتال بين الميليشيات المسلحة في غوطة دمشق الشرقية إلى يومه الرابع، بدأت ملامح انتقالها إلى ريف إدلب تتوضح بالتزامن مع إعلان ميليشيا «الجيش الحر» انحيازها لميليشيا «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية.

وتواصل الاقتتال في الغوطة أمس بين ميليشيا «جيش الإسلام» من جهة، وجبهة النصرة الإرهابية وميليشيا «فيلق الرحمن» المتحالفة معه من جهة أخرى، حيث أكد نشطاء معارضون مساء أمس «سقوط إصابات في صفوف المدنيين نتيحة اقتحام «جيش الإسلام» لمدينة زملكا»، بعد أقل من يوم على إعلان جبهة النصرة استعادة حزة وجسرين بمشاركة «فيلق الرحمن» والحديث عن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة في عربين.

بدورها حاولت ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» التوسط بإصدار بيان دعت فيه «جيش الإسلام» إلى «وقف البغي على فصائل الغوطة وتشكيل محكمة شرعية»، قبل أن ينقل «الإعلام الحربي المركزي» تسجيلاً مسرباً عن قيادي في «جيش الإسلام» أكد فيه أن الهيئة الشرعية في الغوطة الشرقية كلها داعشية، وكل أمر فيها بأمر أبو قتادة الفلسطيني، واصفاً بيان «الأحرار» بـ«المصيبة».

واتهمت «هيئة ساعد الخيرية» في بيان، «النصرة» و«فيلق الرحمن» بنهب مستودعاتها في جسرين، بينما علقت منظمة «أطباء بلا حدود» أعمالها في الغوطة الشرقية.

وبدا لافتاً أمس إدراك نشطاء المعارضة لفشل ميليشيات الغوطة في إدارتها، حيث كتب أحدهم على «فيسبوك»: «الإسلاميون في 4 كيلو مترات مربعة لا يتحدون والخطر من كل جانب» وأضاف ساخراً: «يأتي أحدهم ليقول لك إن الإسلاميين هم الحل».

في الأثناء دعا إسماعيل حميد، المعروف باسم «أبو حفص المقدسي» وهو أمير في تنظيم «جيش الأمة» السلفي المعروف بالفكر القاعدي، إلى إنهاء «جيش الإسلام» في باقي المحافظات إذا استمر هجومه في الغوطة»، معتبراً في تدوينة على حسابه في «تويتر» أن «بغي (جيش الإسلام) يتطلب وقفة حقيقية من كافة الفصائل».

وبعد دقائق من الدعوة هذه تناقل نشطاء على «فيسبوك» أيضاً أنباء عن انفجار مستودع للذخيرة تابع لـ«جيش الإسلام» في بلدة بابسقا في ريف إدلب الشمالي دون معرفة الأسباب، ليتبع ذلك بساعة واحدة بيان صادر عن ميليشيات في «الجيش الحر» نشره الأخير على صفحته في تويتر، اعتبروا فيه أن «الكيان الذي يلبس لباس النصرة في الغوطة (فتح الشام) إنما هو داعش بذاته وبفكره الخبيث وعدوانه السافل»، وأضافوا: «نحن الفصائل الثورية العاملة في الشمال، نعلنها صراحة وبكل صدق، أننا نشد على يد إخواننا في «جيش الإسلام» فيما يقومون به من استئصال لهذا الورم الخبيث»، داعين من وصفوهم «إخواننا في «فيلق الرحمن» للوقوف مع إخوتهم في جيش الإسلام».

ورغم أن من بين الموقعين على البيان من انضم مؤخراً لـ«أحرار الشام» إلا أن معظمهم من المنضوين في عملية «درع الفرات» التي شنتها أنقرة في الشمال السوري ضد داعش، ما يمكن من اعتبار البيان ورقة اعتماد يحملها وفد الميليشيات المسلحة إلى محادثات «أستانا 4».

الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock