هل يدخل الجيش السوري فعلاً معركة تحرير الرقة ؟
تثير المعطيات والتطورات الميدانية الأخيرة في ريف حلب الشرقي العديد من التساؤلات حول نية الجيش العربي السوري المشاركة فعلاً في معركة تحرير الرقة من تنظيم “داعش” إلى جانب “قوات التحالف الدولي” أو حتى في معزل عنها بعد النجاحات الكبيرة التي حققها بطرد التنظيم من مساحات واسعة وعزمه على مواصلة تقدمه نحو الحدود الإدارية للرقة.
فبعدما وصل الجيش السوري إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات في منطقة الخفسة على بحيرة الأسد، بات الطريق مفتوحاً أمامه نحو الطبقة فالرقة التي سيطر مؤخراً على مسافة طويلة من الأوتستراد الدولي الذي يصلها بحلب. ويتعين على الجيش استرداد ما تبقى من معاقل متبقية للتنظيم شرقي حلب مثل دير حافر ومسكنة قبل مواصلة تقدمه لاستعادة المناطق التي تفصل مناطق سيطرته بالحدود الإدارية للرقة، وفق قول خبراء عسكريين متابعين لعملية الجيش في ريف حلب الشرقي لـ “الوطن أون لاين”.
ويرى الخبراء أن تقدم القوات من مطار كويرس العسكري، الذي يعد قاعدة عسكرية متقدمة للجيش باتجاه مناطق سيطرة “داعش”، نحو دير حافر فالريف الشرقي يتم بخطة محكمة للسير قدماً صوب مدينة الطبقة وسد الفرات فيها “إذ أن المسافة بين دير حافر والطبقة تعادل أو تنقص عن المسافة التي تفصل الجيش من منطقة أثريا في ريف حماة والتي سبق وأن قطع الجيش مسافات طويلة منها العام الماضي قبل أن يتراجع ويوقف عمليته العسكرية باتجاه الطبقة”، وفق قول خبراء.
وعلمت “الوطن أون لاين” من مصادر ميدانية أن الجيش السوري بدأ عملية عسكرية من أثريا باتجاه الطبقة بالتوازي مع عمليته نحوها من ريف حلب الشرقي لوضعها بين فكي كماشة وعلى اعتبار الجيش القوة الوحيدة الفاعلة والقادرة للوصول إلى أهم مدينة بعد “عاصمة الخلافة” في محافظة الرقة وتحوي سد الفرات الإستراتيجي ومطاراً عسكرياً ومقر فرقة عسكرية، ما يعني أن من يسيطر على الطبقة سيكمل طريقه باتجاه مدينة الرقة القريبة حكما.
ويذهب محللون سياسيون في حديثهم لـ “الوطن أون لاين” أن من مصلحة واشنطن وضع سيناريو عملي وواقعي يشرك القوات المسلحة السورية في معركة تحرير الرقة لا سيما بعد استبعاد تركيا من عملية التحرير وإسناد الدور الأساسي والجوهري في العملية لـ “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) المدعومة أمريكياً والتي تعد من أهم القوات الرديفة للجيش العربي السوري بدليل التنسيق معه في منبج وتسليمه القرى الواقعة في الجنوب الغربي منها في مواجهة ميليشيا “درع الفرات” والجيش التركي إلى جانب الجنود الأمريكيين الـ 400 الذين وصلوا إلى المنطقة وتمركزوا بالقرب من تمركز حرس الحدود السوري.
وعلى الرغم من ذلك، فمن المبكر إطلاق التكهنات بشأن مشاركة الجيش السوري في معارك تحرير الرقة لكن خبرته الواسعة والكبيرة في قتال “داعش” وطرده من مناطق واسعة في ريف حلب الشرقي خلال فترة زمنية قصيرة عدا عن دحره من تدمر يعطيه الأفضلية والسبق في مواصلة عمليته صوب الرقة بالاتفاق مع القوى المحلية الفاعلة على الأرض وبمباركة واشنطن أو من دونها وبالتنسيق مع موسكو حتماً.
حلب- الوطن أون لاين