«هواجس عابرة» يقدم بأسلوب بسيط بعيد عن المبالغة أو التهريج .. مهند قطيش: الجمهور بحاجة إلى الكوميديا المحترمة

قطع المخرج مهند قطيش شوطاً كبيراً في إنجاز مسلسله الجديد «هواجس عابرة» عن نص أنجزه بمشاركة حسن مصطفى، وستتولى إنتاجه شركة «حاتم للإنتاج التلفزيوني والسينمائي».
وبعد أن أنجز قرابة ربع العمل في دمشق، انتقلت كاميرته إلى محافظة السويداء لاستكمال التصوير.
ومن المقرر أن ينفذ هناك المشاهد الرئيسية من العمل ضمن بناء محدد هناك، ويتناول مجموعة شخصيات تسكن في بناء بإحدى ساحات المدينة يضم (استديو للتصوير الفوتوغرافي، صالون للتجميل، عيادة طبيب أسنان، وشقة سكنية لزوجين شابين)، ولكل مكان من هذه الأماكن هواجسه الخاصة.
العمل اجتماعي إنساني (منفصل متصل)، سيقدم بأسلوب كوميدي بسيط بعيد عن المبالغة أو التهريج، ويشارك في بطولته: كاريس بشار، وأحمد الأحمد، وفادي صبيح، ومحمد حداقي، وجيني إسبر، وندين تحسين بيك، وطلال مارديني، وجرجس جبارة، وجمال العلي، وروبين عيسى، وسوسن أبو عفار، وريم زينو، وعلي كريّم، وآندريه سكاف، وفوزي بشارة، وآخرون.

حالة وسطية
أكد مخرج المسلسل أن الجمهور بحاجة إلى الكوميديا المحترمة التي تطرح أفكاراً مهمة لكون هذا النوع قليلاً في الدراما السورية.
وأشار قطيش إلى أن العمل يقدم حالة وسطية بين الكوميديا والأعمال الاجتماعية المعاصرة. وأضاف: كانت لدينا رغبة بتنفيذ مشروع «سيت كوم» يضم مجموعة قصص لعدة شخصيات ضمن قالب كوميدي يتسم بالتنوع، وكان هناك اتفاق مع الممثلين على تقديم الاقتراحات وتبادل الآراء التي تصب في مصلحة الشخصيات، وتعديلها على الورق قبل البدء بالتصوير بحيث كان الأمر مريحاً عند تصوير أي مشهد.
وفي سؤال عن الصعوبات التي واجهت العمل، قال إن إيجاد النص الجيد والمتوازن الصعوبة الأكبر في هذا الوقت، على حين وضع في المرتبة الثانية صعوبة التنسيق مع نجوم العمل لكون العمل يعتمد على عشر شخصيات أساسية تمتد محاورها على كل حلقات العمل الأمر الذي أدى إلى تأخير البدء بالتصوير، ولفت أيضاً إلى المشاكل التي رافقت ارتفاع درجات الحرارة عند تصوير المشاهد الخارجية مشيراً إلى أن الجمهور لا يهمه سوى النتيجة التي تعرض أمام الكاميرا.
وعن الأسماء المهمة التي تشارك في العمل والصعوبة التي ترافق ضبطهم، صرح: جميع نجوم العمل أصدقائي، ونال النص انطباعات جيدة لديهم، كما أن إيمانهم بهذا المشروع ساعدني جداً، ولم أشعر بصعوبة في ضبط هذا العدد من النجوم لأنني شاركت الجميع في التمثيل، واختبرنا معاً ظروف العمل والتصوير.
مهند قطيش كان قد دخل تجربة الإخراج التلفزيوني عبر مسلسل «رومانتيكا» بعد إخراجه لفيلم قصير عنوانه «شوية قلب»، تلاه إخراجه لمسلسل «وطن حاف»، ثم ثلاثية «الهروب» من مسلسل «تحت سماء الوطن».

غيرة كبيرة
تؤدي كاريس بشار دور «أروى» وهي امرأة متزوجة برجل يعيش هواجس وغيرة كبيرة تصل إلى حدود الحالة المرضية، كما يعيش كابوساً نفسياً عميقاً بسبب هذه الهواجس.
وتضطر الزوجة لالتزام المنزل ولا سبيل لها سوى استدعاء جاراتها للقدوم لمنزلها عندما يخرج زوجها من المنزل وهو نادراً ما يفعل ذلك، وتفعل ذلك للتخفيف عن نفسها، والتسلية والبعد عن غيرة وهواجس الزوج المرضية.

إطلالة جديدة
تظهر جيني إسبر بشخصية «جيجي» وهي فتاة بسيطة مرحة، تعمل مساعدة في صالون حلاقة تمتلكه «أنسام» (سوسن أبو عفار).
وقد خصت هذه الشخصية بإطلالة جديدة لم تظهر بها من قبل، حيث صبغت خصلات من شعرها بألوان نافرة، واختارت تسريحة مميزة بهدف رسم صورة مختلفة للكوافيرة.
«جيجي» شخصية تحاول دائماً الظهور بلوكات مختلفة وجريئة سواء بلباسها أو بتسريحة شعرها ضمن إمكانياتها المادية المتواضعة، وذلك للفت الأنظار إليها، وتحقيق طموحها الشخصي.
وأعربت إسبر عن سعادتها بتعاونها الثاني مع المخرج قطيش بعد «رومانتيكا» واصفة إياه بالمخرج القيادي، صاحب العين الجميلة، يمتلك طريقة مميزة في التنفيذ، كما أنه يشعر بالممثل لأنه بالأساس ممثل، ويتقبل النقاش مع الفريق ما يشعر الطرف الثاني براحة كبيرة في التعامل معه.

فتاة عانس!
تلعب ندين تحسين بيك أحد أدوار البطولة من خلال شخصية «عبير»، وهي فتاة تجاوزت عمر الزواج، وتخجل من الاعتراف بذلك متذرعة بحجة إكمال دراستها، تعمل مع «كمال» (خالد القيش) في استديو تصوير، وتربطها به علاقة غير واضحة المعالم لكن غيرتها عليه تظهر واضحة من خلال تصرفاتها وردود أفعالها.
تقوم «عبير» بمساندة «أروى» التي تعاني تصرفات زوجها الغيور والشكاك، حيث تقف دائماً إلى جانبها، ما يولد ذلك من مواقف كوميدية مضحكة.

طبيب أسنان
يؤدي فادي صبيح شخصية الدكتور «عماد» وهو طبيب أسنان يملك عيادة في البناء الذي تدور فيه الأحداث ويحصل العديد من الخلافات مع «يزن» زوج «أروى» إلى جانب مواقف مع القاطنين في البناء ومنهم «جيجي».
زوجة «عماد» تضع شقيقتها سكرتيرة في عيادته كي تراقبه وتتعرف على كل أخباره وهو ما يولد العديد من المواقف الكوميدية المضحكة المسيطرة على كل العمل.

معاناة طريفة
يقدم محمد حداقي شخصية «أمين» أحد ساكني البناء الذي تدور فيه أحداث الحكاية، والذي يعيش معاناة لا تخلو من الطرافة سببها حبه الكبير لخطيبته «رحمة» (ريم زينو) وتعلقه الزائد بها؛ وذلك ما يدفعه دوماً إلى افتعال المشكلات مع جيرانه بغرض تحقيق غايته الوحيدة ألا وهي الزواج منها مهما كلف الأمر.

شخصية خاصة
يلعب خالد القيش دور «جمال» وهو «مصور فوتوغرافي على مشارف الثلاثين من عمره، يرتبط بعلاقة بالخفاء مع شريكته في العمل رغم تخليه عن فكرة الزواج بعد عدة محاولات ارتباط فاشلة.
القيش قال عن شخصيته إنها خاصة جداً ولم يسبق لي أن قدمتها من قبل، وأعتبر أن العمل سيقدم ما هو جديد ومختلف أثناء عرضه في رمضان متمنياً أن يلقى قبولاً من الجمهور.
ووصف المخرج بـ«القيادي وصاحب النظرة الخاصة التي تميزه عن غيره، ويتعامل مع جميع الممثلين كصديق، وهو قادر على الإحساس بهم كما يأخذ وجهة نظرهم بعين الاعتبار لأنه بالأساس ممثل».

رجل معقد
يؤدي أحمد الأحمد شخصية «يزن» ابن صاحب البناء الذي يعد الموقع الرئيس لأحداث العمل، وهو رجل ثلاثيني معقد، كثير الشك، عاطل من التفكير والعمل، متزوج من امرأة جميلة تدعى «أروى» (كاريس بشار).
«يزن» شخص اتكالي غير قادر على تحمل أي مسؤولية، لذلك يضطر للاتكاء على أهله وتحديداً والدته التي تعتبر الداعم الأساس له، ويحاول هذا الشاب صاحب الخيال الواسع اتباع هواجسه وإسقاطها على أرض الواقع، لكن جميع تجاربه تبوء بالفشل ما يزيد من متاعب زوجته الصبور.

ضغط إضافي
تقدم ريم زينو شخصية «رحمة» وهي سكرتيرة صهرها الدكتور «عماد» حيث تكلّفها شقيقتها مراقبة زوجها ونقل أخباره مقابل مبالغ مالية، ورغم أنها لا تحب ما تفعله شقيقتها غير أنها توافق على مضض، وتسعى لنقل أخبار غير صحيحة نكاية بشقيقتها.
تعاني مشكلات عدة ومنها علاقتها بخطيبها الذي لا يعمل رغم محبته لها، الأمر الذي يشكل لديها ضغطاً إضافياً.
ريم أعربت عن سعادتها بالعودة للكوميديا بعد عدة أدوار اجتماعية، مشيرة إلى حذرها باختيار مثل هذه النوعية من الأعمال لأنها تخشاها وتكره التهريج، لكن ما يميز هذا العمل هو نصه الذي يعتمد على كوميديا الموقف ولا تحتاج شخصياته إلى «كاراكتر».

صورة ظريفة
تظهر روبين عيسى بشخصية «ناهد» وتكون زوجة «عماد» (فادي صبيح) وتسبب الكثير من المشاكل لزوجها الذي ينفر منها، لكنها في الوقت نفسه تشترك بالكثير من المشاغل مع الآخرين وبصورة كوميدية وظريفة.

شاب اتكالي
يؤدي طلال مارديني شخصية «نزار» وهو شاب اتكالي يعيش على حساب شقيقته وزوجها، ويحاول دائماً زرع المشاكل بينهما من أجل أن يصلح بينهما ويقبض تعبه من الاثنين، علماً أنه الإنسان الوحيد الذي يستطيع التأثير في صهره كما تعتقد شقيقته، حتى يتورط معه بشيء ما في نهاية العمل ويكون مصيرهما السجن.

الأب الروحي
يظهر جرجس جبارة بشخصية «سلام»، وهو رجل بعمره الحقيقي نفسه، يمتلك استديو تصوير، وهو بمنزلة الأب الحاضن والروحي للشخصيات الأخرى.

ثاني الأعمال
يعد «هواجس عابرة» ثاني المسلسلات السورية الكوميدية المنجزة هذا العام بعد «أزمة عائلية» للمخرج هشام شربتجي، ومن المتوقع أن يرتفع عدد هذا النوع من الأعمال مع مطلع العام القادم، علماً أن «بقعة ضوء» بجزئه الثالث عشر سيكون ثالث الأعمال بعدما تم التوقيع مع المخرج فادي سليم ليكون ربّان الجزء الجديد.

وائل العدس