هيثم دسوقي (لعّيب)…و (سامحيني يا حياتي) كورونيّة بامتياز
العثور على المهنة المناسبة والاستمرار بها متقداً ناجحاً ومسترزقاً أمر في غاية التعقيد، وكيف إذا أصابت الخيارات في هذا الوضع الكوروني الذي طرح أنماطا جديدة تتماشى مع قواعد الحجر الصحي، وجاء تنفيذها ونشرها بطريقة مناسبة وسهلة لأن تصل لكل الناس وأينما كانوا، ومن هذه الأنماط نذهب للموسيقى والغناء لننطلق بحورانا مع المغني والملحن السوري الشاب هيثم دسوقي، الذي أطلق أغنيته”سامحيني يا حياتي”خلال الحجر الصحي، والتي لاقت الإقبال من الجمهور، ورددها الشباب كونها تحاكي الظرف من جهة ومن جهة آخرى، إن موضوعها فيه من التلميحات التي تلامس همومهم وتفكيرهم المعاصر، هذا عدا عن أنها من طراز الأغاني العاطفية الحديثة التي يقدمها لنا دسوقي عادة، ومنها نذكر: “لعيب”، “هو الدوا”، “حلم ولا حقيقة” و”ابعتيلي صورة”.
وفي حوار (الوطـن) نتوقف عند جديد الفنان، وما يؤرّق مسيرته من مشاكل أساس يعانيها ويعاني منها كل مغني سوري موهب.
بداية أطلقت أغنية (سامحيني يا حياتي)…حدثنا عن ظروف هذه الأغنية؟
يمكنني القول بأن هذه الأغنية هي وليدة اللحظة، ففكرنا بتأليفها عندما كان كلّ العالم يعيش الحجر الصحي، فتتماشى مع الواقع الراهن وتخدم الوقت الذي خُلقت به. الأغنية من ألحاني و غنائي، كلمات آلاء موره لي، توزيع: ناظو ناظاريان، تسجيل وميكس: فادي مارديني. موضوعها قصة شاب يحكي حبيبته ويشرح لها ظروفه الصعبة والتي تمنعه من رؤيتها. نفذنا الفيديو كليب بصيغة اتصال عبر الـ(السكايب) وأنا أغني وأشرح لحبيبتي، وحتى الكورال يظهر معنا وهم شباب من مناطق متفرقة بالعالم. الأغنية عفوية جدا، وكان واضحا اهتمام وحب كل من عمل بها، وهذا الأمر عكس على الجمهور الذي أقبل عليها وأخذ الشباب يرددونها لتصبح موضوعا مثيرا في المنابر الإعلامية.
ما رأيك بالمساعي لإقامة الحفلات من منازل النجوم المشهورين؟
الفكرة جميلة بحد ذاتها لأنّ هدفها الأساس ليس ربحيّ، بل هو تحقيق لقاء بين الفنان وجمهوره الذي تغيّب عنه، وغايتها التخفيف من وطأة وأثر هذا الوباء الذي نعيش تداعياته، وخصوصا أنّ الموسيقى قادرة على صرف انتباهنا لما يحيط بنا من قلق وترقب للأحداث الراهنة.
وأحب أن أذكر -ومن دون تفاخر- بأنني أول من قام بهذه الفكرة، فبعد الحجر الصحي بأسبوع تقريبا، أقمت حفلا غنائيا من منزلي، ولايزال موجودا على الصفحات الإلكترونية.
في الوقت الحالي أنت مقيم بدبي..هل الظرف المكاني يساعد على تطوير نجوميتك؟
صحيح أنّ ظرفي يبعدني عن سورية ولكنني أعود إليها كلّما سنحت الفرصة.
ومن المؤكد أن الظرف المكاني يساهم في إطلاق النجومية، ولكن برأيي الشخصي الفنان إذا لم ينطلق من بلده وحقق النجاح فيه، فسيكون من الصعب عليه أن يصبح نجما في الخارج.
لو بقيت في سورية الوطن كيف ستكون التحديات وهل ستقدر على تطويعها؟
انطلقت من بلدي سورية، وقبل أن أبتعد عنها عملت بالفن لمدة خمس سنوات، ولي جمهوري السوري المتابع لكل ما أقدمه من جديد.
في حين فرصتي بالسفر للخارج كانت مُهيئة لأتابع السير بالطريق الذي أحب وأسعى خلاله لتطوير مهاراتي.
برأيك ما الذي ينقصنا لصناعة النجم المغني السوري؟
ينقصنا الكثير، فللأسف الشديد في سورية ليس لدينا هكذا ثقافة، فلا نملك شركات أو جهات إنتاجية وعلى مستوى عال من الاحترافية.
حيث إننا نفتقر للمقومات بالرغم من الكم الهائل من لمواهب الرائعة ولرصيدنا الكبير المصدّر للموسيقى و الفن إلى أنحاء العالم، وأخيرا وللأسف الشديد بمواجهة التحديات سيجد الفنان فرصته في الخارج كي يصبح نجما.
لماذا تُصدر جديدك كأغانٍ منفردة ولا تجمعها بألبوم؟
منذ سنة تقريبا نزِلت أغنيتي(لعّيب) الأسواق، هي أغنية شبابية ولطيفة جدا باللحن و الكلام، وأحمد الله بأنها لاقت النجاح وهذا الأمر أسعدني جدا. واستشهدت بها كمثال عن الأغنية المنفردة لأنها بالفعل هي الأكثر رواجا هذه الأيام وتحاكي احتياجات السوق الفني القائم على مواكبة عصر السرعة.
و أحب أن أضيف بأنني وعلى صعيد شخصي في الوقت الحالي لا أؤيد فكرة الألبوم بتاتا، ربما لأنه يحتاج إلى مستوى معين من النجومية، كما أنه غير قادر على التماشي مع المتغيرات أو المتطلبات الراهنة التي تحتاجها الأغنية بمواضيعها الأخيرة التي نقوم بإنتاجها على نفقتنا الخاصة، فأي إعلان لنشرها حتى عبر القنوات الإلكترونية أصبح مكلفا، وبالتالي على الفنان أن يدرك ما يحيط به من متطلبات ليتمكن من تسويق ونشر أغنيته على أوسع مستوى ممكن، بل وأن يدير أمواله ويستثمرها بالطريقة المُثلى لتحقق أغنيته التي أنتجها على نفقته النجاح المنشود.
في الختام هل هناك من مشاريع جديدة؟
كان من المقرر بأن نعمل على أغنية جديدة في آذار الماضي، ولكن بسبب الظروف الراهنة تأجلت الأفكار وقمنا بالتعديلات، ولكن بإذن الله على آخر الموسم الصيفي سأطلق أغنية أخرى، وأتمنى في وقتها أن نكون قد تجاوزنا هذه الأزمة العالمية وعدنا إلى نشاطاتنا الروتينية المعتادة.
سوسن صيداوي – الوطن