على وقع تصاعد سخونة التوتر التركي الكردي شمالاً، كانت واشنطن تقر بعدم شرعية وجودها على الأراضي السورية، على حين كانت قطر تحاول اللحاق بتركيا عبر إبداء الاستعداد للمساهمة في حل الأزمة السورية.
بداية التحولات أطلقها رئيس قيادة العمليات الأميركية الخاصة توني توماس حيث نقلت مجلة «نيوزويك» الأميركية أول من أمس عنه قوله: «إن القانون الدولي والمواثيق الدولية يمكن أن تحول دون استمرار بقاء الولايات المتحدة في سورية على خلفية عدم شرعية تدخلها وجودها هناك لكونه لم يتم بموافقة من الحكومة السورية التي تتمتع بالسيادة على عكس الجانب الروسي الذي يشارك أيضاً في الحرب ضد داعش وغيره في سورية».
وأضاف خلال مؤتمر «أسبن» الأمني بولاية كولورادو الأميركية: «إذا لعب الروس هذه الورقة فلن تكون لدينا القدرة على البقاء هناك»، إلا أن نائب قائد قوات «التحالف الدولي»، الجنرال روبرت جونز، أبدى موقفاً معاكساً وأكد أن مهمة التحالف لن تنتهي في سورية بعد طرد مقاتلي داعش من الرقة.
وفي مؤتمر صحفي أعقب اجتماعه مع ما يسمى «مجلس الرقة المدني» من بلدة عين عيسى في شمال الرقة قال جونز: «داعش لن يهزم مع تحرير الرقة، وبوصفنا تحالفاً دولياً، نعلم بأن عملاً أكبر ينتظرنا هنا في سورية» وفق «فرانس برس».
وأكد الرجل الثاني في «التحالف» استمرار دعم الأخير لـ«قوات سورية الديمقراطية – قسد» ووصفها بأنها «شريك جدير بالثقة في التصدي لداعش»، وذلك بعدما نقلت صحف عربية عن توماس الجمعة تطرقه إلى «وحدات حماية الشعب – ب ي د» حيث قال: «قلنا لهم بالحرف: عليكم تغيير اسمكم (…) وفي غضون يوم أعلنوا أن اسمهم أصبح «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، لكن قيادياً في «الاتحاد الديمقراطي» نفى ذلك وقال: إن «وحدات الحماية» ما زالت موجودة، كما هو حال «قسد»، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفي مؤتمر صحفي عقده أمس الأحد، في مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول قبيل مغادرته إلى السعودية قال: «إن عملية تغيير تنظيم «ب ي د» اسمه، لن تنطلي على تركيا»، وبدا أن حديث جونز رد على أردوغان.
في الغضون أكد سفير قطر في موسكو فهد محمد العطية، استعداد بلاده «للمشاركة في أي صيغة مباحثات من شأنها المساعدة في نزع فتيل النزاع في سورية وإنهائه»، وأضاف بحسب وكالة «نوفوستي» الروسية: «إننا نؤيد عمليتي أستانا وجنيف ونواصل دعم الجهود الروسية الرامية لحل الأزمة السورية»، وأثنى على «الدور الريادي الذي تضطلع به روسيا في تسوية الأزمة السورية، وبفضله يمكن انتظار نتائج إيجابية».
ولفت مراقبون إلى أن قطر يمكن أن تدخل في حل الأزمة من ذات البوابة التركية كضامن للميليشيات التي تدعمها في أي اتفاق، وعبر استدارة تشبه استدارة أنقرة بعد حصار فرضه عليها حلفاء الأمس ووقف فيه إلى جانبها إيران وتركيا وروسيا.
الوطن – وكالات