وزير السياحة: سورية لم تغلق أبوبها وأي وفد سياحي مرحب به
توقع وزير السياحة رامي مارتيني أن يكون العام الحالي عام ارتياد سياحي خارجي بامتياز، مشيراً إلى أن الضغوط الاقتصادية وظروف الحصار سيكون لها أثرها، مؤكداً أولوية السياحة الشعبية والداخلية، وأن ارتياد الأماكن السياحية هو حق للعائلة السورية قبل أن يكون عاملاً ترفيهياً، مبيناً أن تنفيذ هذا الكلام على أرض الواقع يكون من خلال تقديم منتج سياحي بأسعار معقولة ما يتطلب حزمة من إجراءات تحتاج إلى تضافر الجهود بمساعدة القطاع الخاص.
وأكد مارتيني في لقاء مطول للزميلة «الاقتصادية» أن أي وفد سياحي يتقدم بطلب لزيارة سورية لأغراض السياحة عن طريق مكتب سياحي مرحب به، لافتاً إلى تقديم الوزارة والجهات المعنية كل التسهيلات، مضيفاً: وكل ما يشاع عكس ذلك هو غير صحيح، ومن الطبيعي أن يكون هناك موافقات يجب الحصول عليها للدخول إلى سورية كغيرها من دول العالم.
وأشار وزير السياحة إلى أن إجراءات الحصول على الفيزا لم تتغير رغم الحرب الإرهابية التي تعرضت لها البلاد، وأن الإجراءات بسيطة إذ يتم استلام الطلبات من خلال المديريات المعنية في الوزارة، مؤكداً أنه حتى الآن لا مجموعة سياحية تقدمت بطلب عبر مكتب سياحي مرخص ورفض، آملاً أن تستأنف الزيارات لكامل الخريطة السورية.
ولفت مارتيني إلى أنه رغم ما مرت به سورية إلا أنها لم تغلق أبوابها خلال فترة الأزمة فقد زارها العديد من الوفود العربية والأجنبية متعددة الجنسيات من روسيا وأوروبا واستراليا وأميركا، إذ بلغ عدد القادمين في عام 2018 من سياح وزوار اليوم الواحد والمقيمين نحو 1.8 مليون قادم بزيادة 40% عن عام 2017. قضوا أكثر من 1.2 مليون ألف ليلة فندقية. بزيادة مقدارها 11% عن عام 2017، إذ بلغ عدد السياح العرب 1.6 مليون قادم بنسبة 89.9% من العدد الكلي قضوا نحو مليون ليلة فندقية، وبلغ عدد الأجانب 181 ألف قادم بنسبة 10% من عدد القدوم الكلي قضوا 214 ألف ليلة فندقية.
وأوضح أن القادمين اللبنانيين تصدروا قائمة القادمين العرب حيث بلغت نسبتهم نحو 71% من عدد القادمين الكلي، وفي المرتبة الثانية العراقيون بلغت نسبتهم نحو 10.8% من عدد القادمين الكلي، في حين احتل الأردنيون المرتبة الثالثة بلغت نسبتهم نحو 6.1% من عدد القادمين الكلي وخاصة بعد إعادة افتتاح معبر نصيب الحدودي بين البلدين إضافة إلى أعداد قليلة من القادمين العرب من الجنسيات الخليجية والمصرية والجزائرية وغيرها.
وبلغ القدوم الإيراني عام 2018 نسبة 1.2% من العدد الكلي حيث ازدادت حركة القدوم بنسبة 54% خلال عامي 2017/2018، وتعتبر روسيا أكثر الدول الأجنبية تصدرا في عدد السياح حيث بلغت نسبة القدوم 2.4% من العدد الكلي.
وأكد مارتيني اهتمام الوزارة بالمغتربين في المهجر وعملت على استقطابهم بالتعاون مع سفاراتنا والجاليات في الخارج وأهمها فعالية «أنتمي» وفعاليات يوم السياحة العالمي حيث تطور عدد القادمين من المغتربين السوريين وخاصة في أميركا وكندا بشكل ملحوظ إذ بلغ عدد القادمين من أميركا في عام 2018 (15120)، ومن كندا 5357 قادماً.
واعتبر الوزير أن اتحاد الغرف والفعاليات السياحية الخاصة مقصرة لجهة مساهمتها بالترويج السياحي كما هو مطلوب لإبراز الصورة الحضارية لسورية، مشيراً لوجود مشكلة عامة إذ إنه حتى الآن لم يتم تنظيم عمل المكاتب والفنادق ولا حتى منشآت الإطعام بمؤسسات كبرى أو شركات فندقية، وأن نشاطها يقتصر على الشكل الفردي والعائلي، علما بأن دول الجوار لم تتطور إلا بتأسيس شركات، مؤكداً أنه لا يمكن اليوم لـ2000 مكتب سياحي العمل في سوق واحدة بشكل فردي، منوهاً بأن القانون رقم 2 شجع على تنظيم العمل عبر المؤسسات وتحويل المنشآت إلى شركات مساهمة، مشيراً إلى وجود تجمع لشركات سياحية في إحدى دول الجوار يمتلك أسطولاً من الباصات والقاطرات.
ولفت مارتيني إلى استمرار الحكومة السعودية بمنع السوريين من أداء فريضتي الحج والعمرة للعام السابع على التوالي، واصفاً نشاط الصفحات التي تروج لهذا النشاط بالمخالف، مؤكداً على ضبط المكتب في حال ورود أي معلومات عن تعامله بنشاط الزيارة لأداء الشعائر الدينية وغير مرخص من وزارة السياحة لأنه نشاط مخالف، مضيفاً: أما إذا كانوا يعملون عن طريق مكاتب أخرى خارج الحدود فنحن غير مسؤولين عن ذلك.
وأكد مارتيني أن أسواق حلب هي جزء من اهتمام عدة جهات وهي وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار والمتاحف بالاشتراك مع الأمانة السورية للتنمية ومجلس مدينة حلب، إضافة إلى الفعاليات المحلية والمجتمع المحلي وغرف التجارة والصناعة والسياحة، منوهاً بوجود 7 أسواق متضررة والدراسات الخاصة بها شبه جاهزة، مشيراً إلى أنه تم البدء بالعمل في الجامع الكبير إضافة إلى عودة عدة خانات بجهود القطاع الخاص في حلب، وعودة مئات المنشآت والمحال للعمل وترميمها من خلال أصحابها وضمن الاشتراطات الأثرية، والمسارات الرئيسة، وتم افتتاحها حول القلعة وإزالة آلاف الأمتار المكعبة من الأنقاض، مضيفاً: وأعتقد في عام 2019-2020، ستشهد الأسواق عودة إلى ألقها.
محمد راكان مصطفى